كانت ولادة أبيه بقزوين، سنة ثلاثين وستين وخمسمائة. قدم منبج، واستقر بها مقامه، وأولد بها.
وكان فقيهًا عالمًا أصوليًا شاعرًا، يعرف الخلاف والحديث والمذهب والتفسير والنحو واللغة والأدب. وتوفي بمنبج في شهر شوال سنة إحدى عشرة وستمائة.
وكان يعظ الناس على أسلوب وعظ العجم؛ بملاحة إشارة، ولطافة عبارة.
وكان فصيحًا في إنشاده، وصحب جماعة في أسفاره من المشايخ المشهورين المعتبرين. وكان أكثر اعتماده في الاشتغال والصحبة على قطب الدين بن أبي المعال/ 245 ب/ مسعود بن محمد النيسابوري الفقيه الشافعي- رضي الله عنهما- وكان يذكر الدليل من يديه، والأئمة يحضرونه- وهو صغير السن- وأنجب على يديه. وكان يتعجب من فرط ذكائه، ويؤيد دليله.
ومن شعره ما أنشدنيه ولده المذكور: [من الرجز]
اذكره ومض البروق الأبرقا ... فأمطر الأجفان سحّا غرقا
هاج له الوجد دعاء ورقه ... على غصون بانه تشوُّقا
اله أنشده يمين منشد ... وقل له قل لي متى يوم الِّقا
ولائمٍ لام على تجلُّدي ... ما درى أنِّي أداري الحرقا
يقول لي دمعك جفَّ أورقا ... فلا رقا دمعك جفَّ أورقا
أإن صبرت جلدًا أو سلوه ... فما رعيت للغرام موثقا
يا لك من قاسي الفؤاد أكذا ... جزيت بعد البين جيران النَّقا
ماذا أقول إن جرى ذكركم ... في أرضهم مات لكم طول البقا