وكان ذا فضل ومعرفة، وكان نزقًا شرسًا، سريع الغضب، في طبعه/ 244 أ/ جفاء، بسفّه على من يخاطبه، خرج عن الموصل إلى ديار بكر، واتصل بجماعة من ملوكها.

ثم انقطع آخرًا بالملك المسعود ركن الدين مودود بن محمود بن محمد بن قرا أرسلان بن داود بن سليمان بن أرتق بامد سلطانها. ولم يزل في خدمته، يفيد الناس علم النحو والأدب إلى أن مات بجباني في أوائل شهر الله رجب سنة ست وعشرين وستمائة.

ومن شعره، يمدح الأمير فخر الدين أبا إسحاق إبراهيم بن سعد بن عمار المهلبي- رحمه الله تعالى- وذلك في سنة تسع وثمانين وخمسمائة، من قصيدة:

[من الكامل]

ما راغ عنك على عظيم بلائه ... قلبٌ أحلَّك منه في سودائه

قسمًا بمن أمَّت زيارة بيته ... أممٌ تحاول من جزيل عطائه

وبمهجتي غفرت جرائم من به ... يدعو الإله تبهُّلًا بفنائه

يفديك من لحن الزَّمان وصرفه ... بك مغرمٌ يفنى ومن برحائه

ومن مديحها يقول:

لك يا أبا إسحاق رقِّي فاحتكم ... أنت الَّذي أنا منه في آلائه

فخرت بفخر الدِّين آراءٌ له ... إذ هنَّ فيه ولسن في نظرائه

/ 244 ب/ لو أنَّ من منح السناء بعقله ... والمجد كان على ذرى علوائه

صومٌ يبشِّرك الصِّيام بمثله ... ألفًا وفطرٌ ناطقٌ بإزائه

[717]

محمَّد بن خلف بن راجح بن بلال بن عيسى، أبو عبد الله المقدسي الأصل، الدمشقي المولد والدار.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015