[715]
محمَّد بن يوسف بن أبي بكر بن بقاء، أبو عبد الرحمن الموصليُّ.
كان شابًا ذكيًا من حفاظ القرآن، ومن أهل الفقه؛ وأخذ طرفًا من علم الحساب والفرائض، وله شعر حسن، رأيته ولم أكتب عنه من شعره شيئًا، لتوانٍ لحقني.
أنشدني أبو الفضل العباس بن ثروان بن طرخان الموصلي، قال: أنشدني أبو عبد الرحمن محمد بن يوسف لنفسه، يمدح الصاحب الوزير أبو البركات المبارك بن أحمد المستوفي- رحمه الله تعالى-: [من البسيط]
بي من لحاظك جرحٌ أنت مرهمه ... وفي الحشا منك وجدٌ أنت تعلمه
أخفيت حبَّك جهدي أن أبوح به ... فأعرب الدَّمع ما قد أعجمه
/ 243 ب/ ومن جوارحه تبدي مفاضحه ... إذا طرا الحبُّ قل لي كيف أكتمه
لا غرو أن مات من يهوى الملاح جوًى ... أو دام في حبِّ فتان يتيِّه
ما أعذب الحبَّ ما أحلى مغبَّته ... لو أنَّ أيدي النَّوى منهًا تسلِّيمه
ترى يبلُّ غليلٌ من صدى دنف ... أم هل يبلُّ عليلُّ عزَّ مرهمه
لجدَّه الوجد في أحشائه قدمٌ ... وإنَّ أقتل داء الحبِّ أقدمه
جفاه كل حبيب كان يألفه ... وملَّه كلّ خلٍّ كان يرحمه
فعاد ليس له بين الورى أملٌ ... في الجود إلَّا ابن موهوب مقدِّمه
[716]
محمَّد بن حيدر بن مسعود بن محمَّدٍ، أبو عبد الله الأصفهانيُّ الأصل، الموصليُّ المنشأ والمولد.
قدم أبوه مع الملك السلجقي الموصل، من أصفهان.
ونشأ محمد ولده وأحبّ الأدب، فصحب الشيخ أبا الحرم مكي بن ريّان النحوي الماكسي مدّة، وقرأ عليه النحو واللغة والأدب والأشعار، حتى تميّز من بين تلاميذه