عش ألف عامٍ يا إمام الهدى ... ما أنت إلَّا غرَّة الدَّهر
وانشر لواء الحمد في ذروة الـ ... ـعلياء بين الحمد والشكر
ما روَّحت ريح الصَّبا نسمةً ... وروَّحتها نسمة الفجر
/ 242 ب/ تبت من الشِّعر ولكنَّني ... في حبِّه عدت إلى الشِّعر
وأنشدني أيضًا من شعره، من أبيات أولَّها: [من الطويل]
بلي ببلاء الصَّبِّ من عذل الصَّبا ... فما لامه إلَّا وما عرف الحبَّا
ولم يبقى حبُّ العامريَّة لي ذمًا ... يرام ولا سمعًا يلام ولا لبَّا
أغالط عذَّالي فأذكر عزَّةً ... ولبنى وأعني في ضميري الكنى عتبا
كلانا نصون الحبَّ خوف وشاته ... فأنظمه شكوى وتنثره عتبا
وأنشدني أيضًا لنفسه، من أبيات، يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم: [من الوافر]
أنارٌ أم سنى برق أنارا ... فأذكى في قلوب الركب نارا
تسامى يمنة العلمين وهنًا ... ضريمًا ما ورى حتَّى توارى
يفوت تتابع اللَّحظات سبقًا ... ويأخذ من بيوت الزَّنج نارا
عشيَّة كلُّ من في الرَّكب حيرى ... فلو مرَّ الهدى بهم لحارا
فبينا نحن في سجف الدَّياجي ... على الأحداج نرتقب النَّهارا
كوجهك يا رسول الله لمَّا ... سفرت على زمانك فاستنارا
بك افتخرت قريشٌ في البرايا ... أفضحت تملأ الدنيا افتخارا
/ 243 أ/ ولولا سعد جدِّك لم يعدُّوا ... معدَّا في الجدود ولا نزارا
سبقت إلى العلا وسمعت أقصى ... نهايتها فشأوك لا يجاري
معال أصبح الفصحاء فيها ... ووصف صفاتك العليا حيارى
فمدحك لا تحيط به البرايا ... ولو جعلوا مدادهم البحارا