تشابها لطف خلقٍ لا شبيه له ... وطيب خلق فتمَّ الحسن والطَّرب
والورد والكأس ذا خدٌّ وذاك فمٌ ... والخمر والحبب الأرياق والشَّنب
والخدُّ والفم ذا وردٌ وذا قدحٌ ... والرِّيق والثَّغر ذا خمرٌ وذا حبب
وليلة جمعة شملي وشملهما ... وبات يرتع في ميداني الأرب
حتَّى إذا ما تشمَّت في شمائلنا ... كأس الشَّمول تمشَّى بيننا الأدب
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني أبو عبد الله لنفسه: [من الخفيف]
خذ على الدَّهر إن قدرت يمينًا ... أن يديم الصَّبا وأن لا يمينا
/235/ ما تراه قد راق روضًا وقد رقَّ نسيمًا وقد تأرَّج حينا
زمنٌ طيب وعيشٌ رقيقٌ ... وصال ما خلته أن يكونا
فكأنَّ السَّماء تنشر في الرَّو ... ض من القطر لؤلؤًا مكنونا
وكأنَّ البهار حامل أطبا ... ق نضار على سواعدنا مينا
وكأنَّ الأقأح أزرار تبرٍ كلِّلت لؤلؤاً يروق العيونا
فاغتنم لذَّة الزَّمان فليس الدَّهر كيف اعتبرته مأمونا
ونقلت من خطه، ما قاله لنفسه: [من المتقارب]
أطلعت الغواية فيما مضى ... فعاص الغواية فيما بقي
وكن في التُّقى أبدًا راغبًا ... فما إن يفوز سوى المتقي
وخالط أولي الخير تسعد بهم ... فليس السعيد كمن قد شقي
وله دوبيت مردف:
بالله ترفَّقوا بصبٍّ عاني ... فالصَّب غريب
قد ذاب فؤاده من الهجران ... والهجر مذيب
تنهلُّ دموعه من الأجفان ... والدَّمع مريب
/ 236 أ/ قد جلَّ غرامه عن الكتمان ... فالصَّبر عجيب
وقال أيضًا: [من المتقارب]
على ذلك الخيف ظبيٌ ملول ... لعينيه في كلِّ حيٍّ قتيل
تحار إذا عاينته العيون ... وتصبو إذا عقلته العقول