[708]
محمَّد بن أبي عليِّ بن سالمٍ، أبو بكرٍ الحلبيُّ.
وجدت له قصيدة بخط يده، يمدح بها بعض الرؤساء، أنشدنيها عنه أبو القاسم التبريزي، أولها: [من البسيط]
مرَّت على سرحة الوادي فلم تقف ... وخلَّفتني حليف الدَّمع والأسف
لمياء ما في جفون الظبي من دعجٍ ... فيها وما في قوام الغصن من هيف
يغار بدر الدُّجى منها إذ سفرت ... عن واضحٍ من محيَّاها بلا كلف
تكامل الحسن من فرعٍ إلى قدمٍ ... فيها وجلَّت معانيها عن الصَّلف
من منصفي من جفاها والهوى له ... حكمٌ معانيه عانٍ غير منتصف
/ 234 أ/ ما كنت من قوم طالوتٍ فتأخذني ... وما عرفت سواها أخذ معترف
من لي بساخرة الألفاظ ساحرة الأ ... لحاظ تسلب قلبي سلب ملتقف
ذات المخلخل لو مرَّت نسيم صبًا ... به لأدمته من لينس ومن ترف
[709]
محمَّد بن أبي الوفاء بن أحمد بن أبي طاهر، أبو عبد الله النحويُّ العدويُّ الموصليُّ، المعروف بابن القبيصيٍّ.
أصله من قرية من أعمال الموصل، تدعى القبيصة، شرقيها.
قرأ القرآن العزيز ببغداد بالقراءات، على القاضي أبي الفتح نصر بن علي الكيّال الواسطي؛ ثم قرأه أيضًا على جماعة من المشايخ، وأخذ علم النحو عن شيخه أبي الحرم مكي بن ريّان الماكسي، وحصل له معرفة جيدة بهذا العلم.
وتفقه على أبي القاسم يحيى بن علي بن فضلان البغدادي ببغداد، وسمع الحديث من أبي سعد بن حميه الصوفي، وتخرّج عليه جماعة في علم العربيّة والأدب بإربل والموصل، واستفادوا منه.