ولد أبو عبد الله بمنية ابن الخصيب، من صعيد مصر. وكان حيًا في نيف وستمائة، ومات بعد ذلك بقليل ولم يبلغ الأربعين. وكان أديبًا فاضلًا له نظم ونثر.
/ 213 ب/ مدح الملك الظاهر غياث الدين صاحب حلب بقصائد عدّة.
أخبرني أبو الربيع سليمان بن عبد الله بن الحسن بن الريحان المكي، كتابة فيما أذن لي الرواية عنه، قال: أنشدني محمد بن فضائل لنفسه، وذكر أنه ضمنه ورقة إلى الملك الظاهر بحلب: [من البسيط]
فما تعرَّض بي يأسٌ أساء به ... إلَّا وعجَّل ما يأسو به أملي
ولا توغَّلت في شكري فضائله ... إلَّا أقرَّ بعجزي عنه لي أجلي
وقال: وأنشدنا أيضًا لنفسه، ما كتبه أيضًا إليه: [من السريع]
يا من به يأمن كلُّ الورى ... إن عنَّ خطبٌ أو عنى حادث
ما بال حظِّي منكم قد غدا ... حظَّ وفيٍّ حبُّه ناكث
[689]
محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن خميس، المغربيُّ الأصل، الموصليُّ المولد، أبو عبد الله الوكيل.
حدثني القاضي أبو القاسم- أدام الله عزّه- قال: كان أبو عبد الله هذا؛ شيخًا حسنًا ظريفًا، مطبوع النظم.
قرأ/ 214 أ/ الفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة- رضي الله عنه- على علاء الدين الكاساني، وسمع منه شيئًا من إملائه بحلب. وسمع بالموصل الخطيب أبا الفضل عبد الله بن أحمد بن الطوسي، وأبا الهنا سعيد بن عبد الله بن الشهرزوري، وحدث بحلب وسمعنا منه بها.
وسألته عن مولده، فقال: ليلة الأحد تاسع المحرم من سنة اثنتين وأربعين