سعيد بن الخشاب- أدام الله أيامه- قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسن بن علي المضري لنفسه، من قصية يمدح الملك الظاهر غياث الدين- رحمه الله-:
[من الكامل]
يا للحميَّة خدَّني الخدُّ ... أشقائقٌ يعلوه أم رد
وبنفسجٌ بالسَّالف المصقول أم ... تفويف رقم لاح أن ندُّ
صدُّوا غرير صريم وجرتكم ... عن صدِّه أفما اشتفى الصَّدُّ
وسلوه هل لعسٌ بفيه بدا ... أم سلسبيل الرَّاح أم شهد
رشا طمعت بقرب زورته ... وأرى المسافة منه تمتدُّ
طبعت لواحظه ظبى حدقٍ ... سودٍ فلا يمنٌ ولا هند
وغدا الرُّقاد محجَّبًا ... بالحاجب المقرون عمَّن قدَّه القدُّ
يا سعد إسعادًا ومن ... كلفٍ وكآبة ناديت يا سعد
بأبيك إن وافيت رامة أو ... لاحت لك العلمان والزَّند
/ 213 أ/ ورأيت محمرَّ الرَّمال فقف ... فهناك تقنص بالظبا الأسد
وسل المويلك بهجتي كمدي ... أنَّى ألمَّ عساه يرتدُّ
قل عن لسان جو أقلَّ جوًى ... بيسيره ثهلان ينهدُّ
حتَّى م تعرض عن أخي وله ... أودى به الهيمان والوجد
ما قبله قبلٌ بحبِّك لًا ... كلِّا ولا من بعده بعد
أضحت ضلالته بكم رشدًا ... يا حبَّذا ذيالك الرشُّد
مولاي يا من ليس لي بدلٌ ... عنه ولا عوضُّ ولا بدُّ
كن كيف شئت عليَّ محتكمًا ... يا ذا الملاحة إنَّني عبد
ملَّكت رقِّي مثل ما ملك الـ ... ـملك المليك الظَّاهر الجعد
[688]
محمَّد بن فضائل بن عبد السَّاتر، أبو عبد الله، المقدسيُّ الأصل، المعروف بابن المعيد:
كان جدُّه من أهل بيت المقدس.