فأوليتني منك الجميل تفضُّلًا ... حنانيك يا من دأبه يتفضَّل

وسدت بني الدُّنيا فخارًا وسؤددًا ... نبيلًا فهل إلَّا عليك المعوَّل!

فأنت امرؤٌ لولاك ما خلق النَّدى ... وأنت لهذا الملك تاجٌ ومنصل

ولي منك رسمٌ قد تضاعف شكره ... عليك وبرٌّ من صلاتك مقبل

(فإن تولني منك الجميل فأهله) ... لعمري وأوفى من يقول ويفعل

وفي حلب لي منذ عامين مفلسًا ... مقلًا وحسي ما أجنُّ وأحمل

على أنَّني في الصَّبر أيُّوب دائمًا ... وبفضله والصَّبر بالحرِّ أجمل

/ 212 أ/ فدم سالمًا يا با محمَّد راقيًا ... بنصرٍ تعمُّ المجتدين وتشمل

وقرأت أيضًا من خط يده، قوله يمدح: [من مجزوء الكامل]

يا أيُّها المولى الزَّكيُّ ومن غدا للخلق عمده

أنت امرؤ أوصافه ... شادت غداة الفخر جدَّه

يا سيِّدًا عوَّدت نطـ ... ـقي بين أهل الأرض حمده

وأريد من شكري له ... بين الورى وأشيد مجده

فأقول أين حللت قو ... لًا لا أخاف الدَّهر ردَّه

هذا الزَّكي محمَّدٌ ... هو لي من الَّلأواء عدَّه

أعددته سيفًا لصرف ... الدَّهر أرهف منه حدَّه

سيفًا إذا صقل الزَّما ... ن متونه أبدا فرنده

يا سيِّدًا إن كنت لا ... أثني عليه منعت رفده

وأذاقني الرَّحمن من ... جدواه بعد القرب بعده

عجِّل وسمِّ سيِّدي ... فوصوله ثمر المودَّه

وتهنَّ بالعيد السَّعيـ ... ـد بنعمةٍ تترى مجدَّه

/ 212 ب/ وأنشدني القاضي الإمام بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015