كم رأى ناظري محرَّم مال ... ردَّه برد عذره لي جمادى

نعتوا لي الزُّهاد خبًا فلمَّا ... جدت بالفلس لم أجد زهَّادا

وادَّعوا أنَّ معشرًا من ذوي الصَّو ... ف مشوا فوق دجلة عبَّادا

وإذا ذلك الطّفو من الخفَّة لا من إخلاصهم اخنفادا

/ 211 أ/ ولعمري ما زيَّف الدِّرهم الجا ... ئز إلَّا تجويدك الإنتقادا

كم تبينَّت من صديق عدوّاً ... كاشحًا مضمرًا لي الأحقادا

وأرتني الأيَّام من كلِّ من كا ... ن عتادًا للحادثات عنادا

وسعت بي جماعةٌ طمعت من ... حلو فضلي ما فتَّت الأكبادا

كم رأى ناظري لئيمًا ولكن ... ما رأى في سوى كتابٍ جوادا

[687]

محمَّد بن الحسن بن عليٍّ، أبو عبد الله الكوفيُّ المصريُّ، المعروف بأعجوبة الفلك.

كان شاعرًا خبيث اللسان، كثير الهجاء، مسترفدًا بأشعاره.

ومن شعره ما أنشدني القاضي الإمام أبو القاسم بن أبي الحسن العقيليّ- أدام الله أيامه- قال: أنشدني أعجوبة الفلك لنفسه، يهجو راجح بن إسماعيل الحلي الشاعر:

[من الخفيف]

يا بعيد الصَّواب فيما يعانيه ... سخيفًا مبخَّرًا وهو يفسو

هبَّ أنت النَّؤوم يا بادي الرَّأ ... ي رويدًا فأين منك الحسُّ؟

خاب ظنِّي ولا عجبت وقد قلَّ قديمًا لديك عقل وحسُّ

/ 211 ب/ ولقد سمتك الخسيس فلمَّا ... تسخ لؤمًا فأنت منه الأخسُّ

كيف تقني شكر الرَّجال وقد ضا ... ع الرَّئيسان منك قلبٌ ونفس

ونقلت من خطه، قوله يمدح القاضي الأجل الفاضل العالم بهاء الدين أبا محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد بن الخشاب بحلب: [من الطويل]

ألا يا بهاء الدَّين حزت نباهةً ... فليس لمثلي عن جنابك معدل

تفضَّلت حتَّى لم تذر متفضِّلًا ... يطول فطل يا خير من يتطوَّل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015