وتر الخلائف بالخلاف ولم يكن ... قد ردَّ مرسوم الملوك وزير

فعزمت فيه عزمةً نبويَّةً ... كادت لسطوتها السَّماء تمور

حرست ثغور المسلمين بعزله ... وتبسَّمت للعالمين ثغور

/ 200 أ/ بأسٍا شديدًا لو يمرُّ بيذبل ... وثبير زلزل يذبل وثبير

وسحاب أنعمك الجسام إذا همى ... لم يبق في الأرض الوقور فقير

فاسلم أمير المؤمنين تكفُّ عنَّا الجور من أربابه وتجير

[681]

محمَّد بن الحسين بن محمَّد بن الحسين بن عليِّ بن محمَّد بن عبد الصمد، أبو المؤيد بن أبي إسماعيل الطغرائيُّ، الأصبهانيُّ الأصل، الموصليُّ المولد، الدؤليُّ.

هو من أولاد أبي الأسود الدؤلي، في رواية أبي حامد محمد بن محمّد الكاتب الأصبهاني.

كانت ولادته في سنة تسع وأربعين وخمسمائة؛ روى عن الأمير أبي المظفر أسامة بن مرشد بن علي بن منقذ الكناني، وأبي عبد الله محمد بن يوسف البحراني شيئًا من أشعارهما.

وهو الكاتب الوزير العالم النحرير، حكيم عصره، وفيلسوف دهره، من بيت وزارة وجلالة، [لم] يرثهما عن كلالة، درس العلوم الحكمية، واسترقّ رقابها، وتبحر في ضروب الفضائل وكشف نقابها، فذلّل له حرونها، وتسهَّلت/ 200 ب/ لديه حزونها، فأضحت منشورة أعلامها، مطرزة أكمامها، ولم يذر منهجًا من البلاغة إلّا سلكه، ولا حرّاً من بديع الكلام إلّا ملكه، حتى صار الإمام الكامل، يشار إليه في وقته بالأنامل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015