وغيرها؛ وكان حسن الأخلاق، ظريفًا، طيب المفاكهة.

أنشدني لنفسه: [من البسيط]

يا أيُّها المتنائي عن أحبَّته ... بعد اقتراب متى يدون بك الوطن

أهل تعشَّقت دارًا غير دارهم ... وجيزةً وهم دون الورى السَّكن

بمن تعوَّضت عنهم حين لا بدلٌ ... وهم على الحالتين الرُّوح والبدن

خف وقفة العتب منهم حيث يخرس عن ... ردِّ الجواب الفصيح المدره اللَّسن

يا جيرةً كان في الأحشاء منزلهم ... والقلب مسكنهم والعين والأذن

يا راحة القلب أنتم منتهى أملي ... فإن عطفتم فلا حزنٌ ولا حزن

أنتم مرادي من الدُّنيا ولذَّتها ... وأنتم لجفوني في الكرى الوسن

لا أوحش الله منكم حيثما اتَّجهت ... ركابكم إن أقام الركب أو ظعنوا

وأنشدني أيضًا؛ قال أنشدني أبو عبد الله محمد بن المفضل الحموي لنفسه:

[من البسيط]

/ 190 ب/ ولي إليك اشتياقٌ زاد لاعجه ... وجدًا ونارًا على الأحشاء يضطرم

وأرتجي القرب من رؤياك يا أملي ... عسى يعود زمانٌ كلُّه نعم

وكلَّما مرَّ وقت قلت مجتهدًا ... لا أوحش الله منكم من يحبُّكم

[679]

محمَّد بن يوسف بن عليِّ بن عبيد الله الشَّيبانيُّ.

من أهل البوازيج.

كان أبوه رجلًا قصابًا.

وكان أبو عبد الله؛ من صغره يميل إلى الأدب ويعاني الكتابة، ويتولّع بذينك الفنّين.

ثم هاجر من وطنه، ودخل ديار بكر، واستقرّ مقامه بآمد، واتصل بخدمة الوزير ضياء الدين أبي القاسم أحمد بن شيخ السلاميّة، وصار يكتب بين يديه؛ فلمّا هاجر الوزير إلى الموصل، استكتبه الملك الصالح أبو الفتح محمود بن محمد بن داود بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015