قد زانه الله بالعذار ... خلعت في حبِّه عذاري

قد جمع الحسن بين ماء في ... وجنتيه وبين نار

والخال في خدِّه ينادي ... حذار من ناره حذار

وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه: [من الكامل]

يا ليلةً قضَّيتها مع شادن ... كالغصن عند تمايلٍ وتلفُّت

/ 189 ب/ ما زلت أسقيه وأشرب كأسه ... مملوءةً برضابه قد شجَّت

لمَّا انثنى سكران يخفض صوته ... ويداي منه تحلُّ عقد التِّكة

نبَّهته سحرًا وقلت له اصطبح ... فلقد ظفرت بمنيتي يا منيتي

وأنشدني؛ قال: أنشدني من شعره: [من البسيط]

وأهيف في رداء الحسن والخفر ... يزري على النَّيَّربين الشَّمس والقمر

بدا فأبدى لنا من نور غرَّته ... بدرًا أحاط به ليلٌ من الشَّعر

له من الصَّخر قلبٌ حلَّ في جسد ... تكاد تشربه عيناي بالنَّظر

لم أنسه زارني عمدًا بلا عدةً ... وعمر ليلتنا في غاية القصر

تجري علينا كؤوسًا خلتها شهبًا ... تردي فوارس خيل الهَّمِّ والفكر

[678]

محمَّد بن المفضل بن الحسن بن مرهوبٍ، أبو عبد الله الحمويُّ، المعروف بابن الإمام.

من أهل حماة.

حدثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد الحنفي العقيلي- أيده الله تعالى- قال: محمد بن الـ[ـم]ـفضل الحموي رجل فاضل فقيه/ 190 أ/ بارع، حسن النظم والنثر، قادر على ذلك.

أقام عندنا بحلب سنين، ثم خرج إلى بلده حماة، وانتقل إلى حمص، فأقام بها، في خدمة الملك المجاهد زعيمها، يسيَّره رسولًا عنه إلى جهات مثل حلب ودمشق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015