المائة الدينار، وكان يداعبه بهذا القول، وينبسط معه، وكان نديمه وجليسه:
[من الكامل]
مولاي لم يخطر فديتك ... غير ذكرك لي بخاطر
إن كنت يا خير الأنا ... م نسيتني فالعبد ذاكر
أوليتني منك النَّدى ... والحرُّ للإحسان شاكر
/ 178 ب/ لا تستمع قول الأحينف ... فهو معتل معتلُّ الضَّمائر
الصِّدق شيءٌ عنده ... في الدَّهر من طرف النَّوادر
يقفو بذاك خلال وا ... لده أبي الفتح المخامر
إن كنت تسمع قوله ... فاقر السَّلام على المنائر
[673]
محمَّد بن إسماعيل بن محمود، أبو عبد الله الدمشقيُّ الأصل، المصريُّ المنشأ، المعروف بالصفيِّ الأسود الكاتب.
حدَّثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد الحنفي- أيده الله تعالى- من لطفه، قال: كان أبو عبد الله الأسود كاتبًا مجيدًا، حسن الإنشاء، مليح الخط، جيد النظم، كثير التواضع، طيب المفاكهة، خيرًا فاضلًا.
اشتغل في صدر عمر بالفقه، وحصل منه طرفًا صالحًا، وكذلك علم العربية؛ ثم برع في الإنشاء، وكتب للملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب- رحمه الله تعالى- ثم اتصل بخدمة ولده الملك الأشرف موسى، وصار كاتب أسراره، ورأس كتّاب الإنشاء، وحظي عنده/ 179 أ/ وتقوَّى عليه.