ظبيٌ من التُّرك في شربوشه قمرٌ ... وفي غلالته غصنٌ من البان

يجني ثمار الرِّضا من جاء معتذرًا ... عن الإساءة من جان ومن جان

ديباج ورد الحيا في وجنتيه بدا ... مطرَّزًا من عذاريه بريحان

فالقلب من صدغه مسلوب وعقربه ... ومن ذؤابته ملدوغ ثعبان

يا مخجل الرَّشأ الوسنان ملتفتًا ... جيدًا بجيدٍ وأجفانًا بأجفان

أنى إلى ريقك العذب البرود لذّة ... قلبٌ به ظمأٌ حرَّان حيران

مولاي ما حلَّ في قلبي سواك ولا ... أحاله عنك لا ثان ولا ثاني

أبيت منك بأحشاء مولَّهةٍ ... ظمأى وطرفٍ بفيض الدَّمع ريَّان

حاشاك تسمع من قول الوشاة وما ... قد زخرفوا فيَّ من زور وبهتان

/ 174 أ/ إنِّي لما كان مِّني سالفًا سفهًا ... لقارعٌ طول دهري سنَّ ندمان

ما أقبح الهجر من بعد الوصال وما ... أحلى وأحسن وصلًا بعد هجران

وقال أيضًا [من السريع]

هذا النَّقا والزِّند والبان ... يا هاتف الأيك متى بانوا

دعني أفيض الدَّمع من شانه ... لي في البكاء مثله شان

يا منزل اللَّهو ومغنى الهوى ... سقاك هامي المزن هتَّان

أين شبابٌ فيك قضَّيته ... وأين عيشٌ مرَّ فينان؟

أصبحت يا دار كأن لم يكن ... لي فيك أوطارٌ وأوطان

إذا أنت للغيد الظِّبا وجرةٌ ... وللأسود الغلب خفَّان

يا وحشة الدَّار بعيني إذا ... فارقها أهلٌ وسكَّان

يا دهرنا الماضي هل عودةٌ ... ترجع أحبابي كما كانوا

وفاتر الألحاظ قلبي إلى ... رضابه البارد ظمآن

في فيه لي وردٌ وراحٌ وفي ... خدَّيه لي وردٌ وريحان

الأقحوان الغضُّ ثغرٌ له ... والنَّرجس الذَّابل أجفان

أغيد قاس ساخطٌ لا ترى ... لي رحمة منه ورضوان

/ 174 ب/ أحور أحوى ساحرٌ ساخرٌ ... هجيره هجرٌ وهجران

يجني وأغضي خوف إعراضه ... عنِّي وأرضى وهو غضبان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015