سوى حسن ظنِّي فيك ثمَّ شهادتي ... بأنَّك وترٌ فاز من عبد الوترا

/ 165 ب/ وأنِّي محبٌّ للنبيِّ وآله ... وأصحابه فاجعله يا ربِّ لي ذخرا

وقال أيضًا، يتشوق وطنه وإخوانه بجبل قاسيون: [من الطويل]

إذا ما بدت من قاسيون قبابه ... وبانت لعينيك الغداة لصابه

ولاحت قصور السهم بيضًا كأنَّها ... قلوعٌ ببحر قد تعبَّى عبابه

رأيت جنان الخلد لولا نفادها ... ونلت لذيذ العيش لولا ذهابه

وأيقنت أنَّ الدَّهر همَّ بغيرها ... وفيها على ما كان منه شبابه

خليليَّ ما في العين فضلٌ لمنظرٍ ... إذا لاح سرب السهم لي أو سرا به

ولا في قوى سمعي استماع ملامه ... إذا ناح لي قمريٌّه أو غرابه

فواعجبًا حتَّى م يعتب عاذلٌ ... وما شبَّ نار الوجد إلاَّ عتابه

يكلِّفني ما لا أطيق استماعه ... ويطلب منِّي ما يعزُّ طلابه

ولا نار إلَّا ما ضلوا علي زنادها ... ولا ماء إلاَّ ماء جفني سحابه

يصبِّرني عن قاسيون وأهله ... لقد جلَّ عندي لو فعلت مصابه

وبالسَّفح منه منزلٌ لو يحلُّه ... تحقَّق أن المسك طيبًا ترابه

وإخوان صدق لو يحاور بعضهم ... لما شكَّ أنَّ السِّحر حلَّى خطابه

/ 166 أ/ سقى الله أيامًا ما تقضَّت لنا به ... هي العيش لا بل صفوه ولبابه

ليالي لا أخشى الوشاة ولا أرى ... من الناس إلا من يسر اقترابه

وبرد الصِّبا ضاف عليَّ لباسه ... وورد الهوى صاف لديَّ شرابه

وشيطان حبِّي ماردٌ في مراده ... نصيب عذولي نصبه وعذابه

وإذا أنا معط للعفاف نصيبه ... كمالًا ولم يكمل لعمري نصابه

فللَّه ما أبقى النَّوى من متيَّم ... تنافس فيه وجده واغترابه

يكاد جوى يقضي من العذل نحبه ... ويخفى عن العدَّال لولا انتخابه

يفيض اشتياقًا نحو ثورا اصطباره ... ويزداد من ذكرى يزيد اكتئابه

إذا شام برق الشَّام أسبل جفنه ... بدمعٍ كفيلٍ بالسُّيول انسكابه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015