وما كتمت عنك الذِّراع الَّذي بها ... من السُّم إذ خافت عليك له الضُّرَّا

وبالرُّعب أيضًا قد نصرت على العدا ... مسيرة أيَّامٍ يعدُّونها شهرا

وأعطيت أصحابًا كرامًا أعزاةً ... والاتخال النُّطق في ذكرهم عطرا

فمنهم رفيق الغار والصِّدق والوفا ... أبو بكر الثَّاني أشدُّهم أزرا

وصاحبك الفاروق ذو العدل والتُّقى ... وعثمان ذو النُّورين أكرم به صهرا

وقاتل أبطال الوغى عالم الورى ... أخوك عليٌّ زوج بضعتك الزَّهرا

وريحانتاك أبناه سبطاك سيِّدا ... شباب جنان الخلد أهواهما ذخرا

وحمزة والعبَّاس جدُّ إمامنا ... أبي جعفر المنصور لا عدم النَّصرا

أولئك خير الصَّحب حقًا وكلَّهم ... أولو الخير والمعروف لم يعرفوا نكرا

هم الصَّادقون القانتون أولو النُّهى ... أولوا الصَّبر في البأساء والبأس والضَّرَّا

هم الصَّائمون الحافظون فروجهم ... هم الذَّاكرون الله لم يفتروا ذكرا

هم الأنجم الزُّهر الَّتي يهتدى بها ... إلى أيُّهم يمَّمت أرشدك المسرى

/ 165 أ/ غدا قولهم حقًا وفعلهم هدىً ... وحبُّهم قربى وبغضهم كفرا

فضائل لو أنَّ الورى كلِّفوا لها ... بيانًا وحصرًا ما أطاقوا لها حصرا

إذا نثرت خلت الَّلآلي وإن غدت ... منظَّمةً يومًا تحقَّقتها درَّا

فما قدر قدري أن أرى ناظمًا لها ... وقد جاءت الآيات في وصفها نثرا

ولا قدر شعري أن يكون سحابها ... ولو كان من ألفاظه الشَّمس والشِّعرى

ولكنَّني شرَّفته بمديحهم ... وأبقيت لي في الصَّالحات به الذِّكرا

عليك صلاة الله ثمَّ عليهم ... سلامٌ يعير المسك من طيبه النَّشرا

سلامٌ كنشر الرَّوض حمَّله الصَّبا ... لتبلغ عنه شكره السحب والقطرا

سلامٌ كلطف الله جاء لخائف ... فقير بأمر يعدم الخوف والفقرا

فيا خير مأمولٍ ويا خير شافعٍ ... ويا ملجأ العاصي المقرِّ الَّذي غرَّا

سل الله يعطيني إليك زيارةً ... أشدُّ بها أزرًا وأرمي بها وزرا

وكن شافعي فيها قريبًا فإنَّني ... بحبِّك أرجو أن أفوز بها حشرا

لأنَّك قلت المرء مع من أحبَّه ... وإنِّي امرؤٌ صبٌّ بحبِّكم مغرى

إلهي أحاطت بي الذُّنوب وليس لي ... من البِّرِّ مأ أرجو به العفو والغفرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015