ويذكره بالنيربين منازلًا ... إليها إضافات الهوى وانتسابه

منازل سعد من رآها وعنده ... من الخلد شكٌ زال عنه ارتيابه

وأيقن أن القرب منها تقربٌ ... إلى ربِّه والبعد عنها عقابه

وأقسمت لو أعطيت من دهري المنى ... ووافق رأي رشده وصوابه

تمنَّيت أنَّ السَّهم سهمي من الرُّبى ... وأنَّ ثوائي فيه عمري ثوابه

وقال أيضًا: [من الطويل]

/ 166 ب/ وحرمه ما بيني وبينك في الهوى ... أليَّة صبٍّ في المحبَّة صادق

لقد بلغت مِّني المحبَّة غايةً ... تخلَّف عنِّي دونها كلُّ سابق

فلو أنَّ أهل الأرض طرًا عواذلي ... وما تحتوي الدَّانيات علائقي

لقطَّعتها طوع الهوى وعصيتهم ... ولم أتعلَّل فعل كلِّ مماذق

فمن يتهمني بالسُّلو فإنَّما ... يجيل محالًا في صدور الحقائق

هل الوجد إلاَّ ن يهيج صبابتي ... تذَّكر طيف من جنابك طارق

وإن أراد الماء الزُّلال مهيَّمًا ... فيمنعني من شربه لمع بارق

وإنَّ محبًا صدَّت النَّار وجهه ... أو البحر عن أحبابه غير عاشق

[669]

محمَّد بن إبراهيم بن الخضر، أبو النصر بن البرهان المنجم

أصله من طبريَّة؛ وولد بحلب وله شعر حسن.

حدثني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الحنفي- أيده الله تعالى- قال: اجتمعت بأبي نصر الحلبي بحرّان، فأنشدني لنفسه: [من الكامل]

من لي بأهيف قال حين عتبته ... في قطع كلِّ قضيب بان رائقٍ

/ 167 أ/ يحكي معاطفه الرِّشاق إذا انثنى ... ريَّان بين جداولٍ وحدائق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015