{إذا قرئ القرآن فاستمعوا له} ... غدت من أمانيهم الفهم صفرا

لك المرتقى الأعلى الذي عنه هيبةً ... تأخر جبريلٌ وحسبك ذا فخرا

دليلًا من البيت الحرام بمكَّة ... إلى المسجد الأقصى بك الله قد أسرى

ركبت على ظهر البراق محلِّقًا ... إلى سدرة للمنتهى فاقت السِّدرا

رأيت كما أخبرت رَّبك ما له ... شبيهٌ ومن آياته الآية الكبرى

وحيَّاك منه بالسَّلام ولم ينل ... سواك نبيٌّ هذه اللَّيلة الغرَّا

ومن ثمَّ تخفيف الصَّلاة على الورى ... وخمسين كانت تلزم العبد والحرَّا

فمازلت في تخفيفها متردِّدًا ... إليه فأبقى الفرض من ذلك العشرا

وذلك عن رأي الكليم وإنَّها ... لساقطةٌ فعلًا ومحسوبةٌ أجرا

وأنت شفيع الخلق في يوم عرضهم ... وقد ألبسوا رعبًا وقد أبلسوا ذعرا

/ 162 ب/ أنلتهم أمنًا وقلت: أنا لها ... وكل فتىً منهم طلبت [له] العذرا

فتعطى لواء الحمد آدم تحته ... ومن دونه يرجون من فضلك البرَّا

وتدنو أمام العرش لله ساجدًا ... لتشرح للراجي شفاعتك الصَّدرا

فيوليك فخرًا يجمع السُّؤل والرِّضا ... ويؤتيك حمدًا يجمع الحمد والشُّكرا

يقول لك ارفع رأسك اليوم راضيًا ... فأنت لها أهلٌ وأنت بها أحرى

لك الكوثر المورود والحوض من يرد ... زلالهما لم يعرف الخمس والعشرا

وقل يستمع واشفع تشفَّع وسل تنل ... فيومك هذا مشبه ليلة الإسرا

وشقَّ لك البدر المنير كرامةً ... وقد قال قوم لن يشقَّ لك البدرا

وأيوان كسرى انشق ليلة بشَّرت ... بك الأرض مولودًا فأعظم به بشرى

وفيها خبت نار المجوس ولم تكن ... خبت ألف عام قبل سرّا ولا جهرا

وأيضًا بها غارت بحيرة ساوة ... وقد كان رائيها يساوي بها البحرا

وفي ملك رؤيا المؤبذان وقد غدا ... سطيحٌ بتعبير لها عالمًا حبرا

ولمَّا لمست الأرض ألقيت ساجدًا ... وبانت قصورٌ عمَّها النٌّور من بصرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015