تعجَّلُّ في الدُّنيا بسكناه جنَّةً ... وينقل في الأخرى إلى الجنَّة الأخرى
تتمنَّى النَّوى عن ذاك لا عن ملالةٍ ... ولكن نوى ما يوجب الأجر والفخرا
/ 161 ب/ زيارة قبرٍ كلُّ قلب وناظرٍ ... يودُّ اشتياقًا أن يكون له قبرا
به عصمةٌ للعالمين ورحمةٌ ... تعمُّهم من ساء منهم ومن سرَّا
به المصطفى خير الأنام محمَّدٌ ... وأكبرهم فخرًا وأشرفهم قدرا
أسيِّد أهل الأرض طرّاً وصادقًا ... أقول وخير الخلق كلِّهم طرّا
هدانا بك الرَّحمن بعد ضلالةٍ ... وكفرٍ على الدِّين القويم أبى كفرا
وقد طبَّق الأرض الضَّلال فلم يدع ... من الجهل من أقطارها خاليًا قطرا
وقد هجر التَّوحيد واغتيل أهله ... وأصبح قول الحقِّ عند الورى هجرا
ومال عمود الدِّين إذ ثلَّ عرشه ... وصال عدوُّ الله في الأرض واستضرى
وبثَّ بها أشراك شرك وباطلٍ ... وجبت وطاغوت تصيد النُّهى قهرا
وذلَّل للغرِّ الأغر سفاهةً ... وما هجر الأدنى يعوق ولا نسرا
فقمت بأمر الله بالحق صادعًا ... ولمَّا تهب فيه الوعيد ولا الزَّجرا
وعاديت أهل الأرض طوعًا لأمره ... وأنت الوحيد الفرد مستبطنًا فقرًا
ولمَّا طما بحرٌ من الغيِّ زاخرٌ ... ومدَّ له مدًا أتيت له جزرا
وحين جا ليل الضَّلالة حالكًا ... طلعت به بدرًا وكنت له الفجرا
وجاهدت في الرَّحمن حقَّ جهاده ... إلى أن أتاك الفتح يتَّبع النَّصرا
لك المعجزات البينات التي غدت ... محققةً كالشَّمس طالعةً ظهرا
/ 162 أ/ فمنها كلام الله جاءك منزلًا ... به جبرئيلٌ ضلَّ من ظنَّه سحرا
ومن قال مخلوقٌ ومن قال مفترىً ... ومن قال لم يكتب برقٍّ ولم يقرا
ولو كان ما قالوه ما كان منزلًا ... ولا جاء عنه النهي أن يصحب السَّفرا
ولمَّا يقَّل هذا إليه إشارةً ... ولا منعوا من مسه عادمًا طهرا
ولمَّا تحدَّاهم بإتيان مثله ... واسمع من في أذنه جعل الوقرا