أدركه بهمّتي وعزمي ... فأظلمه ولا يطيق ظلمي

ومن محلّي في العلا وعظمي ... إنّي من نسل ملوك شمّ

أيوب جدّي يا سديد الفهم ... فويوسف خير الرايا عمّي

من مثلنا في عربها والعجم ... فبجدّنا نعلو فويق النّجم

] 665 [

محمّد بن أبي بكر بن عليّ بن شابي، أبو عبد الله الموصليّ

الفقية الشافعيّ المدرس المفتي في العلوم الشرعية المعروف بابن الخباز.

كان والده خبازًا من العامّة، واصله من بلاد العجم.

ونشأ أبو عبد الله محبًا للعلم، راغبًا في تحصيله، ودروس الفقه على الشيخ المظفر محمد بن علوان بن مهاجر الموصلى، وعلق عن المسائل الخلافية، وبرع في ذلك وتمهّر، وتولّي إعادة درسه، وجدّ واشتغل حتي فاق أبناء عصره، مذهبًا وخلافًا، وأصولًا، ونظرًا.

وهاجر إلي مدينة حلب واستوطنها، إلي أن مات بها، واتصل بقاضي قضاتها أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بن شداد الموصلي الأسدي، فأكرم مورده، وأقبل عليه إقبالًا لم يقبله على أحد من أبناء زمانه.

وكان يحضر درسه، ويناظر في مجلسه، فيحسن ويجيد، حتي يعجب الحاضرون من حسن عبارته، وجودة بيانه، ورحل صحبته إلي الديار المصرية حين سار إليها رسولًا، وفوض إليه تدريس المدرية التي أنشأها الأمير أبو الحسن علي بن سليمان بن جندر، تحت القلعة المحروسة، وكان يلقي بها علي فقهائها في كل يوم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015