ثماني دروس من علوم متعددة، ما لم يذكره أحد الفقهاء المجودين، مع كمال فصاحته.

وكان من وجوه الفقهاء الشافعية في وقته، ورؤوسهم في أيامه، وإليه انتهت جلالة الفقه الشافعي في معرفة أصولة وفروعه وأحكامه، وأقرّ بفضله والموافق والمخالف، وكانت فتاويه تنبئ عن غزارة علمه، وفرط ذكائه.

وكانت وفاته يوم الثلاثاء سابع ذي الحجة سنة إحدى وثلاثين وستمائة، ودفن بمقبرة الجبيل، شمالي القلعة- رحمه الله- وكانت ولادته بالموصل في سنة سبع وسبعين وخمسمائة.

وكتب إليه الضياء بن المغربي، وكان مريضًا يعاتبه: ] من السريع [

لو غاب من أصحابنا واحد ... من ملّة العلم افتقدناه

كذا عهدنا النّاس من قبلنا ... والناس أمثال وأشباه

فقد تألّمنا ولم تسألوا ... عن حالنا حسبكم الله

فأجاب أبو عبد الله بن الخباز: ] من السريع [

يا من إذا غاب محياه ... غاب سروري يشهد الله

خادمك الدّاعي لم ينقطع ... عنك لإهمال وحاشاه

وقاك ربّي ووقانا الّذي ... نحذره فيك ونخشاه

أنشدني أبو عبد الله محمد بن عبد القاهر بن هبة الله النصيبي بحلب، أنشدني أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي بن شابي الموصلي لنفسه، بطرق مصر، في منزلة يقال لها الجديدة، في صحبة بهاء الدين أبي المحاسن بن شداد، فاختار بهاء الدين علي الجماعة أن يعمل كل منهم في مرج المنزلة شيئًا، وقد نزلوها ضحى، فقال أبو عبد الله بن الخباز: ] من الكامل [

لله حسن مقيلنا في روضة ... تحكي خلائق يوسف بن تميم

بسطت بساط زمرّد وطرازه ... نهر من الكافور والتّسنيم

فكأنّنا في جنّة قد عجّلت ... من فضله في نعمة ونعيم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015