وقولا لها إرثي لصب فإنه ... غدا بكم دون البرية مغرما

وحنّي عليه وارحميه فإنه ... حقيق بأن يحنى عليه ويرحما

ولا تقتليه بالقطيعة والجفا ... فإن دم الإنسان أضحى محرّما

وها هي قد أضحت تصيب مقاتلي ... وقد فوقت نحوي من اللحظ أسهما

إذا حدثت فالدر تبديه ناثرًا ... وإن بسمت فالدر تبدي منظّما

وقائلة هذا الجنون إلى متى ... فقلت إلى إن يرجع الضوء مظلما

وقلت لها لا تكثري اللّوم للفتى ... فمن لام صلًا في الهوى كان ألاما

فقالت/ دع الأهواء إن كنت عاقلًا ... وشمر إلى العلياء كفًا ومعصما

فقلت لها: أنّي إلى المجد سابق ... وأعجز في العلياء قيسًا وجرهما

ولا بدّ ما أسلوا عن البيض والدّمى ... وأكلف بالبيضات والبيض الدّما

فأنفق في العلياء مالي وإنّما ... تعيمي أن أغدوا على النّاس منعما

فما أنا ممّن يجعل الجود مغرمًا ... ولا أنا ممّن يجعل البخل مغنما

سأشغل نفسي بالمكارم والعلا ... واجعل لهوي مشرفيًا ولهذما

ولا بدّ أسطو بجيش عرمرم ... أفل به في الكفر جيشًا عرمرما

فأعمل رمحي أو أرأه مقصدًا ... وأعمل سيفي أو أراه مثلّما

لأظهر حقًّا أو لأخفي باطلًا ... وأنصر دينًا قد أتانا من السّما

وأنصر دين الهاشمي محمّد ... علي كل دين في الورى متحكّما

وأنشر ما أضحى من النصر طاويًا ... وافتح ما أمسى من الأرض مبهما

وأبني للإسلام بيتًا مشيّدًا ... كما شاده الكفار أضحي مهدّما

وأسهر أجفانًا من الشرك دائمًا ... بضرب غدا للمؤمنين مسوًاما

لئن كان عصري في العصور مؤخّرًا ... فإني أغدوا في المعالي مقدّما

أنا الفارس المعروف أعزى وأتنمي ... إلى آل أيّوب وهم خير منتمى

هم القوم ما من مالك أو معظّم ... على الناس إلّا قد غدوا منه أعظما

مظفّرهم في الجود والبأس والنّدى ... وأقدمهم يوم الوغى متقدّما

وما زال في يوم الجلاد مجالدًا ... بسيف غدا للمشركين مكلّما

فمهلًا بني الإفرنج إنّي معيدها ... عليكم كحطّين الأولى وكأنّما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015