ومن ظلمها المعسول وهو ممنّع ... بماض من الألحاظ وهو كليل
تحوم القلوب الصاديات من الأسى ... على سلسبيِل ما إليه سبيل
وفوق محيّاها ترفّ خميلة ... بنور جمال ما لديه جميل
وهيفاء أمّا خدها فمورّد ... أسيل وأما طرفها فكحيل
أجود لها بالنّفس وهي بخيلة ... علي بوصل ما إليه وصول
فتاة لديها من سني الشّعر بارق ... له وابل من مقتليّ هطول
يحبّ فؤادي طرفها وهو قاتل ... .... بحب السّيف وهو صقيل
فلا زال معناها بطيب تحيّتي ... تمرّ عليه شمال وقبول
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه في الغزل: ] من الخفيف [
أيّ دمع يوم الفراق أجابا ... أيّ قلب يوم التفرّق ذابا
أيّ حزِن أصابنا يوم بانوا ... أي صبر يوم التباعد غابا
شاب قلب المحبّ في الحب لما ... أن رأي مفرقي من الحب شابا
هل إلي الوصل من سليمي سبيل ... وسليمى بوصلها تتغابى
صاب قلبي من الحبيب سهام ... تركت عيشتي من الهجر صابا
كلّ وصل سوى وصال محلك ... وأرى لذة الوصال عذابا
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه في الغزل أيضًا: ] من الطويل [
لعينيك في قلبي الكئيب ندوب ... وما لسقامي في هواك طبيب
وحيّا الحيا هيفاء أما قوامها ... فغصن وأمّا ردفها فكثيب
أحن إليها كلما هبت الصّبا ... وما آن من شمس النهار غروب
وحيا محلًا أنت فيه مقيمة ... سحائب أجفان عليه تصوب
وأنت الّتي لولاك ما جئت زائرًا ... ولا خلبتني زينب وخلوب
وعندي من الأشواق ما لو شرحتها ... لقصر عنها مالك وحبيب
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه في الغزل من كلمة أولها: ] من الطويل [
خليليّ عوجا نحو سلمى فسلّما ... فقد تركتني في هواها متيّما
قفا علّماها ساعة كي ترق لي ... فما علّم الإنسان إلاّ ليعلما