لا تشمتوا حاسدًا يختار فرقتنا ... فإن إحسانكم للصبّ إحسان
طعنتم ففؤادي في طعائنكم ... معذّب مذ سرت في البيد أظعان
كيف السلوّ ولي صبر يغالبني ... وفي الهوادج أقمار وأغصان
سقاكم الغيث من قبليّ كاظمة ... سحّا وروّى ثراهم أينما كانوا
وأنشدني أيضًا، قال: أنشد الملك المنصور لنفسه في المعنى المذكور:
] من البسيط [
سار الحبيب فدمع العين مدرار ... لا استقلّت بهم للبين أكوار
وخلفوني على الأحزان منهمكا ... عندي من الوجد آيات وأخبار
وفي الظّعائن من قحطان لي قمر ... كأنّما لحظة للفتك بتار
يا ظبية البان مالي عنك مصطبر ... وفي حشاي وجفني الماء والنار
كيف السّلوّ عن الأحباب مذ ظعنوا ... وفي فؤادي صبابات وتذكار
يا راحلين وفي الأحشاء قد نزلوا ... وغائبين وهم في القلب حضّار
وأفدي غزال نقًا تصمي لواحظة ... وفي وجهه لي جنات وأنهار
وأنشدني، قال: أنشدني لنفسه الغزل: ] من الطويل [
عليك لقلبي لوعة وغليل ... وأحوال وجدي فيك ليس تحول
وبين ضلوعي منك داء كآبة ... أقام بأحشائي فليس يزول
وما نال تبريحي كثّير عزّة ... ولا ذاق وجدي عروة وجميل
وطلت على مجنون ليلى صبابَة ... بها تقصر الأيّام وهي تطول
ويا حبّذا قرب الديار الّتي بها ... ظلال وصال الغانيات ظليل
ديّار تصح الرّوح في عرصاتها ... إذا هبّ فيها الرّوح وهو عليل
وتمنحنا فيها الغرام عقائل ... فتسلب منّا بالغرام عقول
وبيض الظبا تستلّها من جفونها ... ظباء على أسد العرين تصول
فأعطافها إما تهزّ ذوابل ... والحاظها أنّى تسلّ نصول
وفيها مهاة صاغها الله من مهًا ... بأعطافها ماء النّعيم يجول
لها كفل سال وخصر متيّم ... فذا منعم راب وذاك نحيل
ترنح منها بالدلال شمائل ... لألبابنا منها تدار شمول