تسقيك من فمها راحًا معتّقَة ... ومن سوالفها تجنيك ريحانا

ويوم أضحكها من لؤلؤ نسق ... بكيّ طرف بدمع فاض مرجانا

فارقتها ومناي لو يلائمني ... بعد السّهاد رقاد فيه ملقانا

فطيفها لو إلينا نائية ... أهدى تحيّتها وهنا لأحيانا

وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني الملك المنصور لنفسه في النسيب والغزل من قصيدة أولها: ] من البسيط [

سح الدّموع فإنّ الحيّ قد بانوا ... وأقفر الصّبر لمّا أقفر البان

وأسعدني بوجد بعد بينهم ... فالشّأن لما نأوا عنّي له شأن

وخبّرا أهل ذاك الحيّ من إضم ... بأنني ساهر العينين حيران

وأنّني من غرامي واله ذنَف ... وفي فؤادي على الأحباب أشجان

لا درّ درّ اللّيالي بعد فرقتهم ... ولا سقى الغيث ربعًا عنه قد بانوا

إن كان خان حبيب كنت آلفه ... فما أنا في الهوى للعهد خوّان

سأذكر العهد من نجران بعدهم ... وأين ممّن ثوى بالشّام نجران

إقر السّلام علي من كان لي سكنًا ... أيام كنا وهم بالغور جيران

ففرقت بيننا الأيّام عن كثِب ... وحال من دوننا قفر وكثبان

وأذكر العهد من سلمى بذى سلم ... والعيش صاف ودار القوم نعمان

فإن نأوا عن سواد العين مذ طعنوَا ... فإنهم في سويدا القلب سكّان

أحبابنا إنّني ولهان بعدكم ... وحامل الحب طول الدّهر ولهان

وإنّني منذ غبتم ليس لي جلد ... يا ناز حين على الأيّام عتبان

إن كان قد نسيوا وصلي ببعدهم ... فما أنا للذيذ الوصل نسيان

يا ظبية البان هل وصل نسر به ... لتنجلي بلذيذ الوصل أحزان

تعطفوا وارحموا صبًا بكم كلفًا ... فدمعة إذ حرى بالشوق غدران

لا تبعثوا في نسيم الريح نشركم ... فإنّني من نسيم الريح غيران

عودوا بعود زمان كان منشرحًا ... فها أنا بكؤوس الهمّ نشوان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015