حادت مطاياك الغرائب في الثرى ... عجبًا وما الإنعام منه غريب
فاشكر له شكر المبالغ في الدعا ... والله في الإخلاص منك يجيب
ولقد أردت القرب منك فعاقني ... دون المرام موانع وخطوب
قسم الأحاظي من مصابي بالشقا ... منها فمالي في النعيم نصيب
وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من البسيط]
إن كان ميثاق عهدي بالصريم وهي ... وحان من دونه يا مي أعذار
فهل حداة مطاياهم تخبرني ... أأنجدوا أم ترى من بعدنا غاروا
واحر قلباه مني يوم بينهم ... وإذا خلت لا خلت من أنسها الدار
فلا تثني قضيب البان بعدهم ... ولا تمتع من قرب الحمى جار
ولا صبا قلب ذي وجد بغانيه ... ولا تحرك في المزموم أوتار
حتى أبثهم الشكوى فتكنفنا ... دار بنجد عذّال وسمّار
[658]
محمد بن محمود بن الحسن بن عليً بن محمد بن المنتجب بن أبان، أبو عيد الله الطائيً الإربليً المعروف بابن غميضا.
كان أحد شعراء الأندلس، ممن اشتهر بها، ذا طبع عمل الشعر، وقريحة حسنة في نظمه.
توفي بإربل يوم الأحد سادس عشر من رمضان سنة اثنتين وعشرين وستمائة.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن مكي بن عبد الملك الإربلي الصيرفي؛ قال: أنشدني عبد الله محمد بن غميضا لنفسه: [من الخفيف]
يا نديمي صرّفا بالشراب ... هم قلبي ولوعتي واكتئابي
وانهضا بي والصبح في غسق اللي ... ل ووجه الضياء تحت النقاب
واقصدا بي باب السرور لعلي ... استرد السرور مع اترابي