واسقياني خمرًا تفعل في الكأس ... فعال القنديل في المحراب
بين ورد حكى السوالف في الحسـ ... ـن احمرارًا أو صبغة العناب
فإذا سكرت وأبصر تماني ... لا أطيق الحراك في أثوابي
وسداني في وسط دن كبير ... وارفعاني على رؤوس صحابي
ثم لا تقربا بشيء أمامي ... غير شعري إلى المعاني العذاب
إنه لا يصح شعر لراو ... دون تقديم لفظة المستطاب
مثلما لا تصلح طاعات عبد ... في صلاة بغير أم الكتاب
فإذا ما وصلتما عمكابًا ... ذ فحطا ببعض تلك الهضاب
ثم قولا من ذا يصلي على الشيـ ... ـخ صريع الكؤوس والأكواب
فإذا ما أتاكما كل شيخ ... يتولون سكره كالمصاب
قبلاتي وقلباني إلى الشر ... ق لكي تسخرا بأهل العذاب
جاعلين المسيح في قدم الدهر ... سبيلًا للواحد الوهاب
وهو سبحانه يجل عن الوصـ ... ـف بذكر الأولاد والأصحاب
فإذا ما لهجتما في صلاة ... ليس بعلو فويق عند الباب
فادفناني بين الرياحين والور ... د لدى من أحب من السرداب
أنشدني الصاحب أبو البركات المستوفي؛ قال: أنشدني ابن غميضا لنفسه في غلام بخده خال: [من البسيط]
يا من يتيه دلالًا في غلائله ... ويحمل الغصن لينا في تمايله
أخذت حبة قلبي فاتخذت بها ... خالًا بخد أسيل في مخايله
كأن وجهك صمصام بصفحته ... أدنى ضدأ ليت كفي من صياقله
وأنشدني أيضًا، قال: أنشدني ابن غميضا لنفسه في صبي يرمي بالنشاب:
[من الكامل]
ومهفهف كالغصن قد مرامه ... والشمس عند طلوعها في حسنه
يرمي بقطعي لحظه وسهامه ... فكأن قلب جفيره في جفنه