كان ناظرًا على عقار الخليفة الخاص؛ وكان قد سمع الحديث الكثير بإفادة أبي أحمد البصري؛ من أبي أحمد محمد بن أحمد بن عبد الكريم بن المادح، وأبي الفتح محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سلمان، ومن جماعة .....

وكان شيخًا فاضلًا دينًا، يقول الشعر، ويحفظ الحكايات والنوادر، إلا أنه كان سييء الطريقة، مذموم الأفعال في ولايته.

ولد في يوم الإثنين ثاني عشر في أحد الربيعين، سنة أربعة وأربعين وخمسمائة، وتوفي ليلة الثلاثاء التاسع عشر من جمادي الآخر سنة ست وعشرين وستمائة ببغداد، ودفن بالوردية؛ ومن شعره: [من البسيط]

ليت العواذل للعشاق ما خلقوا ... كم عذبوا بأليم اللوم مشتاقًا

أشجاه نوح حمامات فصاغ لها ... من أسود العين يوم البين أطواقا

وبات يرعى أحمر النجم يحسبه ... في الليل سقط زناد مس حراقا

والأزرق اللون كالكبريت ذي شعب ... أطرقن عند اقتباس منه إطراقًا

وله في امرأته يرثيها: [من الكامل]

لما تعذر أن أكون لها الفدى ... فتعيش [بعدي] أو نموت جميعا

اتبعتها حلل السواد فما بقي ... فسواد عيني قد أذيب دموعا

وأنشدني أبو العو مفضل بن علي بن عبد الواحد المصري؛ قال: أنشدني أبو الحسن ابن النرسي لنفسه، في الشيخ شهاب الدين أبي عبد الله عمر بن محمد السهروردي حين عاد من الحج: [من الكامل]

جددت في تلك المواقف وقفة ... سرت بها بالمأزمين قلوب

وتباشر الركن المقبل والصفا ... فرحًا كما يلقى المحب حبيب

فجزى الخليفة خير ما جزي امرؤ ... غصن الحياة بما يجود رطيب

منحتك همتك الشريفة قوة ... حملتك في سن القنى لا النيب

ليجاب منك بمكة رفع الدعا ... فيما يفوح بها الثنا ويطيب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015