تشكو أليك الدنيا وقد شرقت ... بالظلم أقطارها فتنصفها

بكل بيضاء مرّها يرضخ ... الصّخر ومر الصّبا يهفهفها

ما وقفت للقضاء في ملأ ... إلا ومشي الجبال موقفها

معاقل رضتها فراحت تلقَّي ... الأمن من أوجه تخوّفها

حتّى غدت والغنيّ افقرها ... تواضعًا والقويّ أضعفها

إن يدع جود فأنت خاتمها ... أو يدع حلم فأنت أحنفها

أفكرت في المال والمعالي ... فأقبلت بتفريقه تولّفها

أدعوك يا خير شأنه ... الإفصاح عما يثير مصحفها

إذ ليس لي في القريض من ... فطرة تأتيه من حيث لا أكلّفها

لكنّني ذو بضاعة منه ... مزجاة بري عيرها تعفّفها

أأطلب الكيل من سواك ... وكل الأرض مصر وأنت يوسفها

ميتة نفس تقضي إلي شرفٍ ... خير مني النفس ما يشرفها

وأنشدني سليمان بن مليان الصائغ الإربلي؛ يمدح السلطان الملك الأشرف شاه آرمن موسي بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي، وقد مر نسرا ببندقة: [من الكامل]

لو زارني فأضم ما ضم القبا ... منه وألثم أقحوانًا أشنبا

قمر يريك من الأسنّة أنجمًا ... سيارةً ومن العجاجة غيهبا

ميال مركبه فهل راح الّصبا ... تعتاده فيميل أم ريح الصّبا

فأعجب له يقني الصوارم والقنا ... وقوامه ولحاظه أمضي شبا

ويصدّها عند الصّيال مخالبًا ... ومتي رأى الرّائي لظبي مخلبا

لبس الحديد علي الخرير وجال في ... زي الفتاة موشّحا ومنقّبا

لا يستفيق إذا تلمّح أسكرت ... ألحاظه وإذا تكلّم أطربا

بين الفوارس فوق أجرد ضامرٍ ... ضمر الهلاك ودهره مرعي الظّبا

فكأنّه من تحت فاضل درعه ... ريح ترفّع عن سحاب هيدبًا

أرقي لبرقي وعده ووعيده ... لو كان شرّهما علي الخلّبا

وتألمّي لمعنبر من صدغه ... لما تمكّن من حشاي تعقربا

أكذا يسيل الدّمع كلّ مسلسلٍ ... أضحي إلي حبّ القلوب محبّبا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015