أنشدني الشيخ أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد الأديب النحوي الموصلي؛ قال: أنشدني أبو عبد الله محمد بن الأردخل لنفسه، يمدح الإمام أمير المؤمنين الناصر لدين الله أبا العباس أحمد –رضوان الله عليه-: [من الطويل]
شكوت هوى من زخرفت لي وعوده ... إلى البان حتَّى دقَّ عظمي وعوده
غزال كثرت الرَّمل من غزلي به ... مزرَّد خدّ في فؤادي زروده
يقوم بحبِّي للقضيب قوامه ... ومبعث وجدي للغزالة جيده
لثمت محيَّاه فجار لثامه ... وعاودته ضمًا فغارت نهوده
وكم وقفة فضَّ البكاء له دمي ... بها فتساوت أدمعي وعقوده
سقى ثمَّ حيًا عهده واكف الحيا ... فأجدر ما يسقي العهاد عهوده
ليالي كادت من مصافحة الصَّبا ... تبلَّل بالطَّلِّ البرود بروده
ومنها:
وهاجرة من هجره حرُّ نارها ... لدى الشَّوق قود اليعملات وقوده
صحبت بها حدَّي حسامٍ [كأنّه] ... إذا قلت ينضى من لساني حديده
أتيت ولي آراء عزم تقوم بي ... على قدمي خطّ طويل قعوده
وكيف ينام اللَّيل صاحب همَّة ... يريد من الأيَّام ما لا تريده
ولا الدهر لا يستطيع إعدام معدمٍ ... وجود أمير المؤمنين وجوده
مليك إذا ظلَّت تعوّذ بأسمه ... قوابل حيِّ نال عيسى وليده
وإن سار في جيش العدا ذكر بأسه ... غدت صيد عقبان المنيَّة صيده
تناهى فلا عين الكمال تروعه ... بنقص ولا مدح البليغ يزيده
لئن كان موسى فخر هارون معجزًا ... فهارونه عزُّ الفخار ورشده
لقد وسع الأقطار كرسيُّ ملكه ... محيطًا ولكن حفظها لا يؤوده
وسارت له فوق الورى بيت رحمةٍ ... يقوم على كلِّ الأنام عموده
وليس بقاض بعض حقِّ مديحه ... سوى شاعر أمُّ الكتاب قصيده
فيا ربعه المحجوج إنَّ رجاءنا ... لصائم دهرٍ يوم قصدك عيده
وأنشدني أبو عبد الله محمد بن العباس الموصليُّ؛ قال: أنشدني محمد بن