يروي سواه فخاره عن مرسل ... أبدًا ويروي عن صحيح مسند
ويكاد يعلم فطنةً وتيقظًا ... في نومه من حادثٍ ما في غد
يحيى علومًا إذا يميت جهالةً ... ويعيد برًا في الأنام ويبتدي
ملكٌ لعافيه يملّكه النَّدى ... وله ملوك الأرض دون الأعبد
سحَّاح منهل كلِّ منهلِّ الحيا ... ضافي رداء الأمن صافي المورد
بحرٌ إذا اشتدَّ الاوام لآيبٍ ... بدرٌ إذا امتدَّ الظَّلام لمهتدي
تجلى دياجير الخطوب بعرًّة ... من وجهه كالكوكب المتوقِّد
ذو أخمص عقدت مواقع عزِّه ... بمعاقد القمرين هام الفرقد
ياخير من عزَّت به فئة الهدى ... عدلاً وذل له الزَّمان المعتدي
/161 أ/ قدَّست ذاتك بالكمال وصنتها ... عن قدح معترض وذمِّ مفنِّد
وسمت إلى أفق العلا بك همَّةٌ ... أزرت بكلِّ معظَّم وممجَّد
ورعيت أحوال الرَّعية موحدًا ... بصلاحهم إعدام روح المفسد
ورفعت منك منار كل فضيلة ... برداء نورك في الممادج ترتدي
وغدا بك الإشراك بعد غياثه ... في قبضة الإسلام معلول اليد
وسعيد للعلياء في تخليدها ... لمَّا رأيت الشَّخص غير مخلَّد
أنا طوع كفِّكَّ نيَّتي لك نيَّتي ... فيما تحبُّ ومقصدي لك مقصدي
ولما فرغ من كتاب "النبراس في تاريخ خلفاء بني العباس" إنتهى به إلى ذكر الناصر لدين الله أبي العباس أحمد بن المستضيء لأمر الله، أنشد لنفسه:
[من الكاملي]
ترتاح أنديَّة النَّدى والباس ... من ذكر مولانا أبي العبَّاس
نجل الخلائف وابن عمَّ محمدَّدٍ ... خير البريَّة من جميع النَّاس
وأنشدني الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي، قال: قرأت على أبي الخطاب