النسب وأصله يهودي. وكان يلقب الكوّة. وكان في صغره يرمى بما لا يجوز، وأبوه حسن كان يلقب بالزعبطور، والزعبطور هو المشوَّه الخلق، الالعظيم الخلقة بلغة الاندلس المقطع .... ابن علي، ويلقب بالقنوط لفراغه وقلة عقله يريد القصبة الفارغة، ابن يوسف ولقبه الجميل تصغير الجمل بلغة العامة.
قال ابن دحية، عقب كتاب صنفه للملك الكامل صاحب الديار المصرية، ختم آخره، واسم الكتاب " من ألقم الحجر، إذ كذب وفجر، وأسقط عدالة من الصحابة ماله أهجر". ثم قال بعد كلام طويل: وهذه مسئلة بديعة /159 أ/ النظام مستوفية شروط التمام والكمال، قد أشرقت شمس الفصاحة في أرجائها، وفاقت أفق البلاغة بما تضمنته من الذبِّ عن الصحابة على اكفائها؛ فهي روضة تتنزه مقل الخواطر في أنحائها. [من الطويل]
.يحكي عيونًا ووردها ... خدودًا جرت أجفان عشَّاقها دما
وإن هبَّ معتل النَّسيم تأرجَّجت ... وفاح بمسك نشرها وتنسَّما
وذلك بفضل الله وطوله وسعادة من استنبطت من أجله
أعمُّ الورى جودًا وأرفعهم ذرى ... وأرجحهم عقلاً وأمنعهم حمى
وأعظمهم ملكًا وأنداهم يدًا ... وأجدرهم عفوًا إذا ما تحكَّما
وأتقى أنقى سيرةً وسريرةً ... وأجمل بل أبهى وأعلى معظمَّا
وصنّف كتابًا سمّاه: "العلم المشهور في فوائد فضل الأيام والشهور". وذكر في آخر هذا الكلام المنثور المسجوع، وهي مناجاة: "عندما رمت إلى الحج رحال الركاب برسول الله المبعوث إلى الأسود والأحمر، والمخصوص بطهارة /159 ب/ نهر الكوثر، قريبك بلعبدك ذو النسبين أسرع به إلى بيتك المعظم، وإلى قبرك المكرم الشوق، ويقعده وجود الشاخة وعدم الطوق، وإذا رحل المستطيع، وبادر المتمثل المطيع، ذرفت دموعه انسكابا، وود لو قد عمل إلى الكعبة المعظمة، والتربة المكرّمة أقلامًا او ركابًا؛ ولمّا ظعن الركب واستقلّوا، ورحلوا بعد ما حلّوا. تشبثت بهم تشبث الغريق بما يجد، وودعتهم وأنا منهل المدامع مصدوع الكبد، فكم ليلة بتّ بذينك الحرمين، قرير العين، فطاولت .... وأنا أنشد في ذلك بين المأزمين: [من البسيط]