كذلك أخبرني الشيخ عبد الله بن أحمد بن يوسف الغرماي اللخمي، وقال: /158 أ/ كانت ولادته في سنة أربع وأربعين وخمسمائة بأغمات من أعمال مراكش، ونشأ بسبتة، وولي القضاء ببرّ الأندلس بمدينة دانية. ثم رحّل عنها إلى المشرق.
حدثني القاضي الإمام بها الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن الخشاب –أسعده الله تعالى-، قال: جمع أبا اليمن الكندي، وأبا الخطاب بن دخية مجلس. وكان بينهما عداوة فتهاترا فيه، فقال له ابن دحية: أنت ممن يزنُّ بالهنات! ، فقال له أبو اليمن مجاوبًا: اخسأ أنت نسبت إلى كلب فنبحتّ، فعل إبن دحية كتابًا [سماه]: "بالمهدي إلى ضلال الكندي".
وحدثني القاضي أبو القاسم –أيده الله تعالى- قال: ابن دحية كان يسمّى نفسه "بذي النسبين بين دحية والحسن". ذكر أنه من بني دحية الكلبي من أهل المغرب من مدينة سبته، وذكر أنه ولي قضاءها.
وهو شيخ فاضل، له معرفة باللغة والنحو، حافظ للحديث ومعانيه ورجاله، فقيه متقن. كان يقول: -أحفظ صحيح مسلم جميعه وقرأته من حفظي بالمغرب على بعض الشيوخ.
خرج /158 ب/ من المغرب، وحجّ ودخل إلى بلاد العجم، وسمع بها صحيح مسلم من أصحاب الفراوي. ثم عاد إلى بغداد ورحل إلى الشام، وقدم علينا حلب، وسمعنا عليه موطأ مالك بن أنس رواية يحيى بن يحيى وغيره.
ثم تردّد بعد ذلك مرارًا إلى لب آخرها، بعد أن تقدّم بالديار المصرية وسيّر رسولاً مرّ بها مجتازًا، وحصل له حظوة عظيمة، وتقدم .... بمصر عند الملك الكامل.
قال: وأخبرني أبو الروح الحميري الأندلس، قال: هذا ابن دية ليس بصحيح