أنظر لإربل صاح قد لبست به ... ظلاًّ كما وشت الرِّياض خمائل
لو تستطيع لصافحته يمينها ... لمَّا أتاها منه مزنٌ هامل
/157 أ/ فأفاض منها العدل ... سلسلاً ... تروى المنى فيه وهنَّ هواطل
بشرى لها فلقد تخلَّد ملكها ... ملك حلاه مكارمٌ وفواضل
ومواهبٌ وسلاهبٌ ورغائبٌ ... ومقانبٌ وكتائبٌ وجحافل
يا ويح أرض الرُّوم سوف يزورها ... من نجل زين الدِّين هولٌ هامل
وتظلُّ دار الِّرك .... ... فيه وشاحٌ للكتائب حائل
ويطيف فيها للأسار وللحصار دمالجٌ وأساورٌ وخلاخل
لازال كالَّمس المنيرة في الضَّحى ... وعداه في الهيجاء ظلٌ زائل
وله من التصانيف كتاب "الإمدادات" وهو في مجلدين سماه "بمرج البحرين في فوائد المشرقين والمغربين" وكتاب "العلم المشهور في فوائد الأيام والشهور" في فوائد الأيام والشهور"، وكتاب "النبراس في ذكر خلفاء بني العباس"، وكتاب "جمع العلوم الكليات في قوله الأعمال بالنيات"، وكتاب "الارتقا إلى أفضل الرقى"، وكتاب "الابتهاج في أحاديث المعراج"، وكتاب "من ألقم الحجر/157 ب/ إذ كذّب وفجر"، وكتاب "نثر الدرر في فضل من تمسّك بسُّنة سيد البشر"، وكتاب "آداب ما وجب في بيان وضع عمّا في رجب"، وكتاب "المستوفي في شرف المصطفى"، وكتاب "المطرب في أشعار أهل المغرب"، وكتاب "الآيات البينات فيما خصّ الله تعالى به أعضاء نبيه من المعجزات"، وكتاب "وهم الجمر في تحريم الخمر".
ثم سكن باخرة مصرة والقاهرة المعزية، وبنى له الملك الكامل محمد بن أبي بكر بن أيوب دار حديث، ولم يزل يسمع الحديث فيها، ويفيد الناس بالعلوم والجاه والمال، ويكرم الواردين عليه من البلدان شرقًا وغربًا وعجمًا وعربًا، إلى ان توفي ليلة الأربعاء آخر الليلة الرابعة عشرة [ة] من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين وستمائة. وكانت له جنازة عظيمة، ومناد ينادي أمام نعشه: هذا الَّذي كان يذبُّ الكذب عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-.