ولأنت أحرى بالثَّناء من الورى ... طرًّا لأنَّك زين كلِّ ثناء
وقال في غلام يعوم في نهر، محلول الشعر، وقد سئل ذلك: [من المنسرح]
أرسب في لجَّة الغرام كما ... يرسب ماء الأجسام في الماء
وابأبي من به كلفت ومن ... أضحى دوائي من كلِّ أدوائي
حسين ذو الحسن والجمال ومن ... حشا بنار الغرام أحشائي
أرسل مسك الأصداغ منه على الكافور حتَّى كفرت آرائي
فخلت أنَّ الصَّباح أقبل فوق الأرض يسعى في ثوب ظلماء
/34 ب/ وقال أيضًا: [من الخفيف]
أيُّ عيشٍ غضٍّ وأيُّ نعيم ... لم أرح منه آخذًا بنصيب
قد تمتَّعت بالملاذ فما أبقيت من مأكلٍ ومن مشروب
ولبست العصب المطيَّر ما اطَّيَّرت من فاقةًٍ بيومٍ عصيب
وأراني أعفُّ خلقًا ولو ألصقت صبرًا إلى التُّراب تريبي
وقال أيضًا: واجتاز بغلام جميل الوجه، حسن الصورة، مليح الشمائل، متعلم صنعة الأساكفة عند أستاذ يعرف بابن العقاب، والغلام اسمه بلال: [من الوافر]
ألا لله اسكافٌ مررنا ... به بين العقيبة والقباب
غدا مع كونه ظبيًا غريرًا ... غريب الشَّكل مقتبل الشَّباب
أليف أبن العقاب ومن رأى قبله أبن الظَّبي إلف أبن العقاب
وليس سوى الحشاشة من مراعٍ ... له وسوى المدامع من شراب
فيعطو حين يعطو ريم رملٍ ... ويسطو حين يسطو ليث غاب
/35 أ/ بلال من رضاب يشفى ليشفى ... ظماي إلى ثناياه العذاب
بدا نعلًا له دكناء حتَّى ... حسبت البدر أشرق من سحاب
وجال بإبرةٍ فرأيت منه ... ومنها البدر يعبث في شهاب
وصال بذابل الأشفاه حتَّى ... لقد أشفيت منه على العذاب