أنشدني ابن السرخسي لنفسه، /27 أ/ في إنسان يعرف بابن عمرون، وقد تصدّر لاقراء العربية والنحو بحلب، وصار له حلقة بمسجدها الجامع: [من مخلَّع البسيط]

قالوا: ابن عمرون قد تصدَّى ... للنحو والرُّتبة الثَّمينه

وصار مع أنَّه حمارٌ ... يدرِّس النَّحو في المدينه

فقلت: هذا الزَّمان بحرٌ ... في مثله تغرق السَّفينه

ونقلت من خطّه قوله ما كتبه إلى كمال الدين أبي القاسم عمر بن أحمد بن أبي جرادة الفقيه الحنفي المدرس -أيده الله تعالى-: [من المنسرح]

يا كمال الدِّين الَّذي جليت ... به المعالي في أفخر الشِّيم

فقت الورى بعد كلِّ مفتخرٍ ... حويته باللِّسان والقلم

أنت لعمري عندي كقول الَّذي ... برِّز في قوله على الأمم

قام بأمري لمَّا قعدت به ... ونمت عن حاجتي ولم ينم

[470]

عليُّ بن تركانشاه /27 ب/ بن شاه مرزوان، أبو الحسن الرازيُّ.

كان فقيهًا شافعي المذهب، نزل الموصل وسكن العزّية؛ وتولّى إعادة درس الشيخ أبي حامد محمد بن يونس بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه الشافعي المدرّس.

ومن شعر أبي الحسن، يرثي الشيخ أبا حامد المذكور، وكانت وفاته في سلخ جمادى الآخرة سنة ثماني وستمائه -رحمه الله تعالى- بالموصل: [من الخفيف]

إن رقا لي وقد فقدتك دمع ... أو صفا لي إلى المفنِّد سمع

أو خلا من لواعج الحزن قلبي ... أو حلا محفلٌ لديَّ وجمع

أو تراءى من جانب الغور غور اللَّهو برقٌ فشاقني منه لمع

فأنا الخائن الَّذي ضيَّع العهد وألوى به من الغدر طبع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015