يا مقيم الصَّغى إذا ذاع في القول وأزرى بسنَّة الدِّين بدع
وزعيم الجدال والأفوه المنطيق من غيِّه إلى السِّلم يدعو
وفريدًا في عصره ووحيدًا ... شفع الشَّافعي فالوتر شفع
وفقيدًا بكى له العالم العلويُّ شجوًا وماد دينٌ وشرع
جهلت بعدك العلوم وأضحى ... طالب العلم ما له منه نفع
/28 أ/ واستقلَّت أقوال مذهبك الحقِّ وعادت وجوهه هي شفع
وتمادى بالدَّرس والفقه والبحث شتاتٌ ما بعده الدَّهر جمع
فإلى من يصير طالب فتيا ... ضاق منها بالعالم الحبر ذرع
وفقيهٌ طرا عليه من الإشكال ما لا في وسعه عنه دفع
ونحارير منطقٍ أرتج القول عليهم وليس للقول رجع
وبرغمي افتئات غيرك بالدَّرس وإنَّ يده لنعلك شسع
وإذا ما خلا العرين من اللَّيث فلا غرو أن يدانيه ضبع
بأبي روحكَّ الَّتي لم تزل قطُّ ولا رابها من الموت نزع
وتصانيفك الَّتي شيَّد المذهب منها أصلٌ صحيحٌ وفرع
ومقاماتك العليَّة والخطب جليل والأمر خفضٌ ورفع
فكأنَّ النَّهار ساعة واروه عليه من دامس اللَّيل قطع
[471]
عليُّ بن موسى، أبو الحسن الضرير الباجسريُّ.
كان رجلًا ضريرًا فيه فضل وأدب، وينظم الجيّد من الأشعار.
حدثني الصاحب /28 ب/ شرف الدين أبو البركات المستوفى بإربل -رضي الله عنه- قال: أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد القريحي، قال: كان بيني وبين أبي الحسن الباجسري صداقة، فورد على بعض الجهات التي كان لي بها مغل، فقال: تساهمني فيما حصل لك، فساهمته في ذلك وبقي البصل والهرطمان، قلت: خذ