تجمَّل سكان القبور بطلعةٍ ... عهدت إليها ينسب القمران
أجسُّ فؤادي للَّهيب مسكِّنًا ... فلم استطع من شدَّة الخفقان
فلو أنَّ خصمي فيك خصمٌ مجسَّدٌ ... لمكَّنت منه صارمي وسناني
ولكنَّه الدَّهر الَّذي رام تبَّعًا ... ويتبعه من بعده الهرمان
فوا حسرتا مذ فارقتني شمائلٌ ... تولى عليها طارق الحدثان
فلي حسرةٌ ما تنقضي وندامةٌ ... عضضت عليها راحتي وبناني
وأصبحت لا تدري بمن جاء زائرًا ... عداك إلى كم رقدة ...
[469]
عليُّ بن محمود بن محمد /26 ب/ بن أحمد، أبو الحسن بن أبي الشكر البغداديُّ، المعروف والده بالسرخسيِّ.
كان والده أحد الكتاب بالديوان العزيز -مجده الله تعالى- بمدينة السلام. وكان ولده هذا أبو الحسن فاضلًا له معرفة بالأدب.
قرأ على أبي اليمن زيد بن الحسن الكندي النحوي، نزل مدينة حلب وتصدر بها في أوائل سنة ثلاثين وستمائة. وقد شرح شعر أبي الطيب المتنبي فغسله قبل موته.
أنشدني القاضي الصدر الكبير بهاء الدين أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن سعيد ين يحيى بن محمد بن الخشاب الحلبي -أدام الله رفعته- بمنزله المعمور في سنة أربع وثلاثين وستمائة، قال: أنشدني أبو الحسن عليّ بن السرخسي لنفسه بحلب، يرثي شيخه أبا اليمن زيد بن الحسن لنفسه: -[من الطويل]
لقد كان في زيدٍ أبي اليمن منحةٌ ... من الله زانت فضله في حياته
وكان مثال النَّحو يضرب باسمه ... فلا عجبًا إن مات بعد مماته
وأنشدني أحمد بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن خلّكان الإربلي، قال: