لو صبَّ ما ألقى على صخرةٍ ... لذابت الصَّخرة من وجدها

أو ألقيت نيران وجدي على ... دجلة لم يقدر على وردها

أو ذاقت النَّار غرامي بكم ... لم تتوار النَّار في وقدها

لو لم ترجِّ الرُّوح روح اللِّقا ... لكان روح الرُّوح في فقدها

[450]

عليُّ بن محمدّ بن يوسف بن قليج بن تكين خان بن محمود خان ابن إيل خان، أبو الحسن الموصليُّ المولد والمنشأ.

من ولد الأتراك الملقب بالمؤيد الجاندار.

كان جندياً بالموصل، ومستحفظ قلعتها في عهد الملك نور الدين أبي الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن زنكي وبعده/ 273 أ/ لولده الملك القاهر عزّ الدين أبي الفتح مسعود.

وكان رجلاً عاقلاً من أهل الفضل والمعرفة بأخبار الناس وأيامهم، حسن الاقتصاص لها، وجمع كتاباً سمّاه ((مساهر السامر ومُّسامر الساهر)) يحتوي على أشعار وحكايات.

وكان مولده يوم الاثنين ثاني عشر شعبان سنة ست وأربعين وخمسمائة بالموصل، وتوفي بها عشية السبت تاسع عشر شوال سنة ست عشرة وستمائة، ودفن ظاهر البلد، بمقبرة الباب الكاري بالشرف الأعلى المطل على دجلة.

أنشدني أخوه أبو عبد الله محمد بن محمد؛ قال: أنشدني أخي لنفسه:

[من مجزوء الكامل]

يا أيُّها الغادي على ... عيرانةٍ أجدٍ أمون

أبلغ بهاء الدِّين شوق متيَّم قلق حزين

وأخبره أنَّ فراقه ... عندي أشدُّ من المنون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015