وكذا المشاعر لم يزل يتلو بها ... آي المآثر كلُّ أشعت محرم

فيكم بني العبَّاس عصمة ديننا ... في عصرنا دار الزَّمان الأقدم

/ 271 أ/ أنتم خلائف ربِّنا في أرضه ... طرّاً ومن يأبى فليس بمسلم

وبفضلكم نطق الكتاب لأنَّكم ... آل النَّبي وفخركم لم يكلم

وإذا امروٌ جارت به سبل الهوى ... عن قصدكم يدعى بأجهل مجرم

فإذا استتيب فتاب كان مؤمَّناً ... وإذا أبى فمثابه سفك الدمًّ

إمام أهل الأرض بلِّغت المنى ... فمغرِّبٌ في طوعكم كالمشئم

وبلاد أندلسٍ أديلت دولةً ... لكم ببيعة مخلصٍ لم تكتم

شبَّ الوليد بها سروراً واكتست ... شرخ الشَّباب الشِّيب للمتوسِّم

فثغورها افترَّت لطاعة أهلها ... لله ثمَّ لكم بصدق مسلِّم

تبدو ...... خوارج قد اثقلت ... منهم ظهوراً بالنِّفاق المؤلم

واستبشروا بكمال نعمة دينهم ... ونعيم دنياهم وفيض الأنعم

ومليكهم سبعٌ بن هود مالكٌ ... منهم أزمَّة طاعة لم .....

ملكٌ بكم ملكت يداه مناقلاً ... بعدت عن الفتح الشِّداد الحوَّم

فأزارها أسداً وكان شعاركم ... خيلاً لها تحت العجاج الأقتم

وسما إليها بالسَّوابق شزَّباً ... تردي بكلِّ مدجَّج مستلئم

وأذاقها صدق الطِّعان فأذعنت ... بالطَّوع دون مهنَّد ومقوَّم

/ 271 ب/ يطوي البلاد بجحفل خلق الملا عن نحره الطَّامي العباب الخضرم

خفقت بنود سعودكم فيه على ... أعدائكم فاستسلموا للمغنم

ولقد غزا أرض الفرنج بعصة ... فطرت على دين النَّبيِّ الأقوم

فإمامهم مستنصرٌ ومليكهم ... متوكلٌ يا نصرهم لا تعدم

وإذا هم أمُّوا العدا صدموهم ... بالمشرفيِّ وكلِّ أسمر لهذم

وعليهم سرد الدِّلاص كأنَّه ... سيلٌ تلاطم في غدير مفعم

وطئت سنابك خيلهم هاماتهم ... والسَّيف يرسم أسطراً لم تفهم

واستعجلت قصد الوشيج عليهم ... حرقاً بها من قبل نار جهنَّم

وجرت مذانب من نجيع نحورهم ... فتحجَّلت شهب السَّوابق بالدَّم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015