يحيى بن محمد بن هبيرة وغيرهم.

وكانت وفاته في رابع المحرم في سنة إحدى وستمائة؛ وصلىّ عليه بظاهر باب الميدان، ودفن بتربتهم من صحراء المعافى بن عمران- رضي الله عنه-.

نقلت من خط يده وشعره يمدح أتابك نور الدين أبا الحارث أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زنكي- رضي الله عنه- ويرثى والده أتابك عز الدين مسعوداً- رضي الله عنه-[من الكامل]

جار الزَّمان قلَّ منه ناصري ... فمن المجير من الزَّمان الجائر

أبداً أغصُّ من الزَّمان بجوره ... أفما لأوَّل جوره من آخر

/ 269 ب/ هيهات لا برد الغليل وقد ثوى ... من كان من عددي وخير ذخائري

ملكٌ قضى فارتجًّت الدُّنيا له ... فكأنَّما ركبت جناحي طائر

أضحى وحيداً في التُّراب كأنَّه ... ما سار بين مواكب وعساكر

إن كان عزُّ الدِّين غاب فما خبت ... أنوار ذا القمر المنير الزَّاهر

أو كان ذاك السَّيف فلَّ فما نبا ... الحدَّان من هذا الحسام الباتر

أو كان ذاك البحر غاض فما رقا ... ما فاض من هذا الغمام الماطر

مولاي نور الدِّين عشت مسلِّماً ... في ظلِّ مملكة وعزِّ قاهر

ملكٌ تشرَّفت القضاة بذكره ... وثناه بين محافل ومنابر

لم يخل يوماً منبرٌ من خاطب ... يثني عليه ومحفلٌ من ذاكر

فالنَّاس كلُّهم بطيب ثنائه ... وبشكره من ناظم أو ناثر

فهو الَّذي شمل الأنام بعدله ... من بين باد منهم أو حاضر

ما للكسير إذا استغاث بجوده ... بين البريَّة غيره من جابر

فاسمع مقالة شهرزوريِّ غداً ... يربي على العلما بفضل باهر

أفديك نور الدِّين ليس بخاطر ... ما عشت ذكر سواكم من خاطري

واسعد بمقدمك المعظَّم سعده ... ....... الممالك كابراً عن كابر

/ 270 أ/ وافعل كما فعل المقدَّس روحه ... في حقِّ داع حامد أو شاكر

وانعم بتحقيق الوعود وكن لنا ... عوناً على نوب الزَّمان الغادر

وانظر لنجلي عبدك الدَّاعي الَّذي ... يدعو إذا رقدت عيون السَّاهر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015