يجول وشاحاها وما جال حجلها ... وتشكو إلينا النُّطق ما ضمَّت الأزر

لها الدُّرُّ ثغرٌ وهو عقدٌ لنحرها ... فواعجبًا من ثغرها قلِّد النَّحر

إذا سربت في السِّرب والسِّرب كالدُّمى ... فهنَّ نجومٌ وهي ما بينهم بدر

تجرِّعني السُّمَّ الزُّعاف تذلُّلاً ... وتعجب من صبري وقد نفد الصَّبر

تعلَّقتها بكر الصَّبابة والصِّبا ... وقد شاب رأسي والغرام بها بكر

فيا عاذلي في الوجد لو كنت شاهداً ... عذرت فتّى في الحبِّ ليس له عذر

ولو عاينت عيناك تمثال دمية ... سجدت وإن كان السُّجود لها الكفر

فدعني ووجدي والغرام وإنَّما ... تعاتب جلموداً وهل يسمع الصَّخر

خلقت قذى عين الحسود لحبِّها ... وإنِّي لفي حلق العدوِّ شجاً مرُّ

ومنها:

وكم مهمة في جنح ليل قطعته ... إليها ولم يكتب عليَّ به وزر

بناجية كالنَّجم عند انقضاضه ... إذا وخدت فالميل في خطوها فتر

ومثلي لا يعبث بسوء إذا خلا ... ولا تطبيه الكاعب الرُّود يا نصر

/ 268 أ/ أنا ابن السُّراة الغرِّ من فرع خندف ... بجدِّي أبي العباس يفتخر الفخر

هو الطَّاعم المطعان في حومه الوغى ... إذا اغبرُّت الآفاق واحتبس القطر

بنا يعرف المعروف والبأس والنَّدى ... ويعزى إلينا الجود والحمد والشُّكر

إذا ناب دهرٌ فادع يوسف إنَّه ... إذا ناب دهرٌ خاف من بأسه الدَّهر

وإن جاد أروى غلَّة الفقر سيبه ... وإن صال فهو اللَّيث والغيث والبحر

يعمُّ الآقاصي والآداني نواله ... ويسري إلى الآفاق نائله الغمر

فتّى ذكره في الشَّرق والغرب سائرٌ ... كما سارت الشَّمس المنيرة والبدر

وأقلامه تغني عن البيض والقنا ... ويكفي لقاء الجيش من خطِّه سطر

ونهَّاب أعمار الأعادي محمَّدٌ ... ووهَّاب ما أبقاه من تالد عمرو

وهازم أزمات الزَّمان بجوده ... إذا صرَّت الخضراء وامتنع الدَّرُّ

وإن أمَّه ذو حاجة وهو مدقعٌ ... نأى فقرة بالجود وارتحل العسر

فمن شاء فليفخر بعزَّ ورفعه ... فنحن الَّذي ذلَّت لنا الأنجم الزُّهر

أيطمع في إدراك شأوي مقصِّرٌ ... جهولٌ له في جهله والخنا ذكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015