/247 ب/ حميتم ذمار الملك بأساً ورهبة ... فساوى القرى في أمنهنَّ البلالق
وثقَّفتم زيغ الخطوب بسالة ... فنكَّب عن سبل الضَّلالة مارق
صنائعكم ترضي الإله وإن غدا ... بها وفركم من سخطه وهو تائق
يعود بهنَّ الحرُّ عمداً وكم غدا ... رقيق به من رقه وهو عاتق
إذا ما جزى الحسنى بعشر فعشرها ... يوفِّي به ريب الزمان الخلائق
فكونوا على أمن من البؤس وادع ... ولو ملئت مدن به ورسائق
أبى الله إلَّا حفظ من هو حافظ ... له حيث لا يلميه عيش مفانق
إمام إذا ما أسكت العجز عن مدى ... مآثره المدَّاح فالذكر ناطق
يبيت مواليه على الأمن وادعاً ... إذا راعت الناس الخطوب الطَّوارق
مناقبه بين البرية نشرها ... يشابه مفتوق الشَّذا ويطابق
أبا جعفر كم في يمينك جعفر ... لصادقكم فيها لعاد صواعق
ومنها:
أحلَّكم المجد الممنَّع رتبة ... تواضع عنها النَّيِّران الشَّوارق
وكم قد تسامى نحوها ذو تطاول ... فعاقته عن نيل الأماني العوائق
فما الناس إلَّا خاضع لجلالكم ... على رغم ... أو حاسد أو منافق
/248 أ/ بقيتم إلى أن يحدث الله في الورى ... شبيها لكم ما ذر في الأفق شارق
فأنتم طريق للمكارم مهيع ... وأنتم إذا عد الأنام الطَّرائق
وأنشدني أبو الحسن علي بن محمد النحلي لنفسه، ما كتبه إلى صديق له على سبيل المداعبة والانبساط، وسلك فيها مسلك الهزل والمجون ببغداد: [من الطويل]
إذا رنَّحت ريح الصَّبابة ذا وجد ... لذكر زمان سالف بربي نجد
وبات كما بات السَّليم بهزَّة ... تراع إلى ذات الدَّمالج والعقد
يؤرقه ذكرى زمان تصرَّ مت ... قصار لياليه على العلم الفرد
فما شأنه شأني إذا ذكر الحمى ... ولا وجده مذ شطت الدِّار بي وجدي
وكيف ولي قلب يروح ويغتدي ... من الكمد المضني المذيب على مرد