وأنبأني أيضا؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الطويل]

أيا نفس بالمأثور عن خير مرسل ... وأصحابه والتابعين تمسَّكِّي

عساك إذا بالغت في نشر دينه ... بما طاب من نشر له أن يمسَّك

وخافي غداً يوم الحساب جهنَّماً ... إذا نفحت نيرانها أن تمسَّك

وأنبأني عنه أيضاً: [من الطويل]

ولمياء تحيي من تحيِّي بريقها ... كأن مزاج الرَّاح بالمسك في فيها

/247 أ/ وما ذقت فاهاً غير أنِّي رويته ... عن الثِّقة المسواك وهو موافيها

[436]

علي بن محمد بن يحيى بن طلحة بن حمزة، أبو الحسن المنحل الواسطي

أحد عدول بلده.

قدم بغداد واستوطنها، وشهد عند القاضي أبي المناقب محمود بن أحمد الزنجاني، فقبل شهادته، ورتب مشرفاً على سبيل المخزن المعمور، وحمل الكسوة والصدقات إلى الحرمين الشريفين.

ومن شعره يمده المستنصر بالله- رضي الله عنه-؛ وسألته عن ولادته، فذكر أنه ولد في سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة بقرية عبد الله من الأعمال الواسطية، وعنده دعاوى في نفسه، ويظن أنه يأتي بأشياء لم يأت بها غيره من شعراء أهل وقته، ويتعاطى النظم والنثر، وليس عنده مما يزعم شيء.

فمن شعره يمدح المستنصر بالله، عند تحرك العساكر المنصورة لقتال التتار الملاعين- خذلهم الله تعالى: [من الطويل]

على مجدكم ممَّا يخاف سرادق ... بجانبه صرف الرَّدى والبوائق

فما للفضاء الجم ِّنهج نؤمُّه ... إليكم ولو عم البريَّة طارق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015