رأيت له أبياتاً وازن بها أبيات الحافظ أبي طاهر السلفي/ 246 أ/ وأبيات الأديب أبي المظفر الأبيوردي، وأبيات الشيخ أبي العلاء المعري، وكلهن على حرف الغين المعجمة.
قال السلفي: أنشدني الرئيس أبو المكارم الأبهري؛ قال: أنشدني أبو العلاء لنفسه بمعرة النعمان قطعة ليس لأحد مقلها وهي: [من الطويل]
رغبت إلى الدُّنيا زماناً فلم تجد ... بغير عناء والحياة بلاغ
وهي أربعة أبيات.
قال السلفي: فذكرت قول الرئيس أبي المكارم للرئيس أبي المظفر الأبيوردي، فأنشدني بعد يوم لنفسه على وزنه ورويه: [من الطويل]
ألا هل إلى أرض بها أمُّ سالم ... وصول لطاوي شقَّة وبلاغ وهي خمسة أبيات.
قال السلفي: فقلت أنا تبركاً بقولهما بعد سماعي من الرئيسين القطعتين:
[من الطويل]
ترى هل إلى وصل الذي قد أعلَّني ... هواه وصول يرتجى وبلاغ
وهما بيتان؛ فقال الحافظ أبو الحسن ناسجاً على منوالهم هذه الأبيات:
[أ] يا ذا الذي اشكو اشتغالي بحبِّه ... ولكن به عمَّا شكوت فراغ
/246 ب / لئن ساغ هجراني لديك فليس لي ... مدى الدَّهر في السُّلون عنك مساغ
ولا ذنب لي إلَّا أكاذيب تفترى ... أمانيها من حاسد وتصاغ
وإني لأرضى أن أفوز بنظرة ... تعلِّل نفسي والحياة بلاغ
وأخبرني أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري المصري، إجازة منه إلى مصر؛ قال: أنشدني أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي لنفسه:
[من الطويل]
لكلِّ امرئ ما فيه راحة قلبه ... فيأنس إنسان بصحبة إنسان
وما راحتي إلِّا حديث محمَّد ... وأصحابه والتَّابعين بإحسان