وسركم أخفيته في جوانحي ... فنمَّت به عيناي والذَّنب للمبدي

فهل منجد لي في البكاء على الذي ... تناءت بهم أيدي التَّنائي إلى نجد

صدرنا عن الوصل الذي كان بيننا ... ببين فهل دهر يبشِّر بالورد

إذا فاه نطقي كان مبداه ذكركم ... كما في كتاب الله يبدأ بالحمد

قصدتم جفوني مذ نزلتم قلبي مذ ملكتم قياده ... وما هو للمولى حرام على العبد

/245 ب/ وفارقت قلبي مذ ملكتم قياده ... وما هو للمولى حرام على العبد

وأقسم لا التذُّ بالعيش بعدكم ... ولو أنَّني أصبحت في جنَّة الخلد

وما كنت أدري نعمة الوصل دون أن ... بدا هجركم والضِّد يظهر للضِّدَّ

عقدت على قلبي الوفاء بعهدكم ... فمات ولم تحلل عرى ذلك العقد

[435]

علي بن المفضل بن علي، أبو الحسن المقدسي

من أهل الإسكندرية؛ الفقيه المالكي المفتي الحافظ المصنف، صاحب التصانيف في الفقه والحديث.

سمع بالحجاز وديار مصر والشام، وتغرب وكتب الكثير، وخرج الفوائد الصحاح.

وكانت من الحفاظ الأثبات الثقات، الأمناء الفضلاء المعتبرين العلماء الفهماء؛ وكان إماماً في الحديث وحفظه، ومعرفة علومه.

وكان فقيهاً فاضلاً مدرساً على مذهب الإمام مالك- رضي الله عنه- مع أدب وافر، وشعر حسن كان ينظمه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015