ما الفرق في صور الرِّجال وإنَّما ... بالفضل قد تتميَّز الأشياء
وإذا العبارة لم تكن من نيَّةٍ ... لله من ذي القصد فهي هباء
/226 ب/ من لم يكن في نفسه بمعظَّم ... لمَّا يعظٍّم قدره العظماء
والحرُّ يشبه كلُّ حرٍّ مثله ... وكذا السَّفيه نظيره السُّفهاء
وقال في مدح السواد: [من المنسرح]
إنّي لأستحسن السَّواد إذا ... فكَّرت فيه بقلب معتبر
لو لم يكن في السَّواد منقبةُ ... ما طرِّزت منه وجنة القمر
ولم يكن في أعزَّ منزلةِ ... وخير مثوًى في القلب والبصر
ولم يكن في الورى شعارً بني ... العبَّاس آل النَّبيِّ من مضر
خلائف الله في بريِّته ... أثني عليهم في محكم السُّور
وقال أيضا: [من المنسرح]
قصَّر نومي طويل تسهيدي ... لذات قدِّ كالغصن أملود
بيضاء كالدُّرَّة النَّقَّية زينت ... بحسن الغدائر السُّود
أبدت لنا ساعة الوداع وقد ... زمُّوا المطايا لساحة البيد
وأنشدني الحافظ الإمام أبو عبد الله بن النجار؛ قال: أنشدني أبو الحسن علي بن علي لنفسه: [من الوافر]
/227 أ/ ومعتدل القوام إذا تثنَّى ... تثنَّى الغصن وانهال الكثيب
يجرِّد من لواحظه حساماً ... له في كلِّ جارحةٍ نصيب
ويرسل اسمها من مقلتيه ... مواقعها من المهج القلوب
سقام جفونه مفتاح سقمي ... وذلك ممرض وهو الطَّبيب
كأنَّ الحسن يعشق وجنتيه ... فليس يغيب عنه ولا يغيب