ما أنشدني أبو عبد الله محمد بن حيدر بن الدبندار الشاعر الواسطي؛ قال: أنشدني علي بن أدريس الكاتب لنفسه يمدح

فلك الدين أبا القاسم عبد الرحمن بن هبة الله بن علي بن الميري المصريّ: [من الطويل]

على دار سلمى إذ مررت مسلِّماً ... وقد أقفرت منها جرت ادمعي دما

/221 أ/ وكنت أراها جنَّةٌ باجتماعنا ... فعدت أراها للفراق جهنَّما

وإن جمعت بين الصُّدود وبينها ... فكم جعلت فكراً بذين مقسَّما

وما هي إلاّ ظبيةٌ بجفونها ... تعفِّر لا بالصَّارم العضب ضيغما

وإن ظلمت باللَّحظ ساحرً بابلٍ ... فمن خدِّها الورد الجنيِّ تظلَّما

وإن علَّمته النَّفث فترة جفنها ... فمن سقمه جسمي السقام تعلَّما

وما حرَّمت إلاَّ وصالاً محلَّلاً ... ولا حلَّلت إلاَّ صدوداً محرَّما

وبي ألمٌ يا ليته لا ألمَّ بي ... ولم يشفني منه سوى رشفة اللَّما

وقولي لها إذ هزَّها ثمل الصِّبا ... كما هزَّ غصن البان روحٌ تنسَّما

رعى الله يومَّ الرّّّّّقمتين لكونه ... علينا بنعم المتنعم أنعما

وليلة وادي النخلتين وعيتها ... يذَّكرني غزلان وجرة والحمى

وقد أرشفتني قهوةٌ من رضابها ... وقد جعلت منها لها كأسها فما

فقالت ببعض العيش لو رحت قانعاً ... حلمت على دهر عليك تحلَّما

فأنشدتها البيت الَّذي شاع ذكره ... وعنه لديها ما أملت الترنُّما

قنعت ببعض العيش إن عزَّ كلُّه ... ومن لم يجد ماءً طهوراً تيمَّما

ووسَّدها منِّي التَّضاجع ساعداً ... ووسَّدني منها كما اخترت معصما

/221 ب/ وبتنا وأستار العفاف انسادلها ... علي مريم منها ومنِّي ابن مريما

إلي أن بدا ضوء الصَّباح فخلته ... سني فلك الدِّين الوزير مخيِّما

فتي أمنت عيني برؤية شخصه ... إلى أن توافي حينها خيفة العمي

وكان مقالي للَّذي قال قد حوي ... به الأشرف السَّلطان للملك مغنما

فموسي كموسي وهو هارون ملكه ... ومنه إلى ما يسلم سلَّما

ولا عجبٌ إن شدّ بالرّأي أزره ... كما شدَّ أزر الحمد جود يد همي

وبالقلم الساطي. . . . . علي القنا ... وبالخذم كم ألقي إلى الفلِّ مخذما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015