كما قد أباد السَّابريَّ تمزُّقا ... وإن كان يسمو عن مقالي له كما
فإياك أن تذكر لدي خط نفسه ... حساما وأن تدني إلى الوصف لهذما
فكم سمهريَّ صار منه محطَّما ... وكم مشرفيَّ عاد منه مثلَّما
ولم تغن إلاًّ كتبه عن كتائب ... وأشقرها بالكرِّ يتبع أدهما
وما فضَّها من لا رأى من سطورها ... لديه خميساً للبلاغ عرمرما
فقل للِّذي يرجو ندى يد جائدٍ ... على البحر فيما جاد للمجتدي ظلما
إلي غير جواد ابن المسيري ..... ..... ..... ......
هو الصَّاحب الصَّدر الَّذي غاية النَّدى ... يصاحب من يسدي إليه تكرّما
/222 أ/ تخال عطاياه لقاصده بها ... جبالاً أتت في أبحر البشر عوَّما
لهم أعربت أغراب معني مدائحٍ ... وكنَّا نراه قبل ذلك معجما
مسدّدةٌ آراؤه فلكيِّةٌ ... مسيرته بالحزم تحزم أحرما
لقد حنَّكته حكمةٌ وتجاربٌ ... فخذ من علاه أحلم الفصل محكما
أيا سيِّد السَّادات كن لي مساعداً ... علي زمنٍ يخطني بغنًي رمي
إلي كم أشق القفر الفقر منجداً ... وفيم اقتضت منِّي المتاعب متهما
وعن كعبة المعروف كم أنا عائدٌ ... كما جئتها ممًّا أؤمِّل محرما
وأنت لها الرُّكن الَّذي عرافته ... لمعروفها ما أنكر الحمد مر تما
وزمزم جدواها ومنسك فضلها ... ولمَّا تزالا منك نسكاً ترمرما
وفي كلِّ عامٍ بالأماني يعلُّني ... رجائي بما يدني عسي ولعلَّما
وليس قيامي في سوي لجَّة النَّدي ... لأعذب ورد كيف أقضي من الظَّما؟ !
وذا السَّهم إن لم يصم لي غرضاً به ... غدوت علي فقد الحياة مصمِّما
وما ثَّم إلاَّ عزمةٌ فلكيِّةٌ ... تشكل لي حظاً بفقر تهدَّما
فإن لمحتني من علاها عنايةٌ ... تسربلت سر بال السَّعادة معلما
وعاد إلى أهلي النَّذير قائدي ... ولست بقوَّال أعود مدرهما
/222 ب/ ودم في سماوات المعالي محكّماً ... مناقبك الَّلاتي له صرن أنجما
وأنشدني القاضي الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد الحلبيّ؛ قال: أنشدني أبو